المصدر / وكالات - هيا
لم تكن حرب الـ12 عاماً وحدها هي من قامت بتدمير أغلب المناطق في سوريا، بل زلزال تركيا أيضاً الذي ضرب شمالها في السادس من فبراير/شباط الماضي.
بعد الظلام نور
إلا أن بعد الظلام نور، فقد أظهرت اختبارات جديدة أن الخرسانة المعاد تدويرها يمكن استخدامها بأمان للبناء مجدداً.
ومن المتوقع أن تساهم هذه الخطوة بإعاة بناء سوريا بشكل أسرع وأقل تكلفة.
ووفق المعلومات، فإن سوريا باتت تحتوي على كمية هائلة من الأنقاض الخرسانية، تقدر بنحو 40 مليون طن.
كما أن الحاجز الرئيسي لإعادة تدوير هذه النفايات هو ضمان أن الخرسانة الجديدة قوية وآمنة مثل الخرسانة التقليدية، وفقا لصحيفة "الغارديان".
وقد أثبت علماء في سوريا والمملكة المتحدة وتركيا الآن أن استخدام الخرسانة المعاد تدويرها لاستبدال نصف الركام في الخرسانة الجديدة لا يؤثر بشكل كبير على أداء المبنى.
في حين أن هذه هي المرة الأولى التي تثبت فيها سلامة الخرسانة التي يتم إنتاجها باستخدام أنقاض المباني التي دمرتها الحرب.
كما تم إنتاج الخرسانة المعاد تدويرها من قبل في أماكن أخرى، إلا أن الاختبار مطلوب في كل منطقة سيجري بسبب الاختلافات المحلية في كيفية صنع الخرسانة.
اجتازت الاختبارات
ووفقا للأستاذ عبد القادر رشواني، خبير الخرسانة من جامعة الشام في حلب، والذي قاد الدراسة، فإن أكثر من 40% من المباني قد دمّر بشكل كامل.
بدوره رأى الدكتور ثيودور حنين، من جامعة شيفيلد في إنجلترا ، والذي كان أيضا جزءا من فريق البحث، أن الحرب فعليا خلفت العديد من المباني المدمرة، في حين تضررت أقسام أخرى بسبب الزلزال المدمر.
كما أوضح أن الناس سيرغبون بإعادة بناء الأماكن التي دمرت، كما ستوفر إعادة التدوير الكثير من وسائل النقل.
وكشف أن عملية الاختبار بسحق الركام وإزالة أي فولاذ أو منسوجات ثم غسله قد بدأت، كاشفا عن أنه جرى بحث المادة الدقيقة التي تم غسلها من الرمل والأسمنت لمعرفة إمكانية إعادة تدويرها.
وتبين أن الخرسانة التي تحتوي على الركام المعاد تدويره اجتازت جميع الاختبارات.
دمار مرعب
يشار إلى أن الحرب التي بدأت في سوريا عام 2011 كانت دمرت أكثر من 130 ألف مبنى 70% منها مصنوعة من الخرسانة المسلحة.
وقال الباحثون إن البروتوكول الذي وضعوه يمكن استخدامه في بلدان أخرى لإعادة البناء من الحرب والكوارث الأخرى.
كما يمكن أيضا استخدام الركام المعاد تدويره لملء حفر القنابل وكأساس للطرق.