المصدر / وكالات - هيا
مع اقتراب قوات "فاغنر" الروسية من إحكام سيطرتها على باخموت شرق أوكرانيا، يستعر القتال في الجبهة الجنوبية حول مدينة خيرسون بدفع موسكو معدات حديثة كمنظومة "تور 2"؛ لصد أي هجوم محتمل لأوكرانيا في الربيع بمنظومة "هيمارس" الصاروخية الأميركية.
ووفق ما نقله المحلل العسكري الروسي ألكسندر أرتاماتوف، لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن قوات الجيش تسلمت أسلحة مُحدثة، على رأسها منظومات الدفاع الجوي الصاروخية طراز "تور 2"، والتي تسمّى بصائد المسيرات والصواريخ.
تغذية جبهة الجنوب
نظرًا لاستعار نيران المعارك في الجبهة الشرقية حول باخموت وإقليم دونباس، بدأت القوات الأوكرانية في الانسحاب وتقوية جبهة الجنوب بديل جبهة الشرق التي بدأت تلاحقها فيها الخسائر.
هنا يوضح أرتاماتوف أن معظم الأسلحة التي ضختها روسيا تعتمد على منع استخدام كييف للصواريخ والمسيرات في الجنوب.
رجّح المحلل العسكري حسم المعارك أيضا في خيرسون واستعادة موسكو لها بعد انسحابها الأخير منها، والذي كان من أسبابه استخدام كييف لصواريخ "هيمارس"، واستيعاب روسيا للضغط الأوكراني، والتركيز على تأمين نهر دنيبرو وشبه جزيرة القرم.
التكتيك الروسي القادم
يعتمد التكتيك العسكري الروسي في الجنوب الأيام القادمة على شل قدرات كييف الصاروخية؛ للسماح للقوات على الأرض بعبور ضفة نهر دنيبرو لحسم معركة خيرسون بتطويقها؛ اعتمادا على التفوق العددي، على غرار ما يحدث الآن في باخموت شرقا، وفق ترجيح أرتاماتوف.
يشدد المحلل الروسي على أهمية عامل التوقيت في الحسم، بالأخص جنوبا، مرجحا أيضا قدرة نظام الدفاع الجوي الصاروخية "تور 2" المُعدل على حماية القوات على الأرض، وتعطيل منظومة "هيمارس" التي تعتمد عليها كييف في معارك الجنوب.
مزايا "تور 2":
هي منظومة ذاتية الحركة وقصيرة المدى للدفاع الجوي تخصص لمكافحة الطائرات والصواريخ على مستوى الكتيبة.
يمكن أن تعمل أوتوماتيكيا؛ حيث تحقّق أجهزتها السيطرة على الأجواء أوتوماتيكيا، وتلتقط كل الأهداف التي لم يتم التعرف عليها كأهداف صديقة.
يمكن الاعتماد عليها في حماية النقاط العسكرية ومنظومات الدفاع الجوي البعيدة المدى كـ"إس-300" و"إس-400".
الأسلحة الغربية جنوبا
من جانبها، تؤكد كييف "صمودها" بإعلانها الاستعداد لهجوم مضاد في الربيع من الجبهة الجنوبية لـ"تحريرها"، مدعومة بالمدد الجديد من الأسلحة والدبابات التي وعدت واشنطن ودول في أوروبا بتزويدها بها.
في ذلك، يقول سفياتوسلاف بودولاك، مسؤول عسكري أوكراني في جبهة دونباس، لـ"سكاي نيوز عربية" إن شدة المعارك في تلك الجبهة لن يؤثر على استعدادات وتحصينات الجبهة الجنوبية التي تشهد حتى اللحظة قصفا متبادلا بين الجانبين على ضفاف نهر دنيبرو.
وأكد بودولاك وصول معدات عسكرية بالفعل لدعم كييف لتلك الجبهة، بالأخص الصواريخ ومنظومة "هيمارس"، متوقعًا صد أي تقدم روسي، بخلاف استهداف القرم أيضًا خلال هجوم الربيع المنتظر.
معادلة خيرسون
مدينة خيرسون جنوبا هي شرارة المعارك الأولى للحرب التي اندلعت 24 فبراير 2022، حيث اتجهت إليها أول دبابة روسية في ذات الشهر بعد أن عبر الروس نهر دنيبرو من جزيرة القرم نحو المدينة وفرضوا السيطرة عليها.
لكن سرعان ما استعاد الأوكرانيون المدينة بفصل دعم الحلفاء، ثم استعادتها موسكو في مارس، وظلت معادلة المعارك تتغير بفضل الدعم الغربي لكييف، وبالأخص صواريخ هيمارس والمدرعات التي نجحت من خلالها في شن هجوم مضاد، أغسطس، وحققت نصرا اضطر موسكو للانسحاب في نوفمبر والتمركز شرق دنبيرو، قبل أن تسعى موسكو الآن لإعادة إحكام السيطرة عليها.
لا يزال القصف المدفعي متبادلا بين الطرفين دون حسم.