المصدر / وكالات - هيا
تبدأ العملية العسكرية الروسية بالأراضي الأوكرانية، اليوم الأحد، شهرها السادس، حيث انطلقت في 24 من فبراير الماضي بهدف تحرير دونباس، فيما تستمر كييف في تلقي الدعم الغربي والعتاد العسكري لمواجهة الدب الروسي.
وفي آخر التطورات الميدانية، أكدت الخارجية الروسية أن موسكو دمرت "بنى تحتية عسكرية" أوكرانية بضربات على ميناء أوديسا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية إن "موسكو قصفت ميناء أوديسا بأوكرانيا بصواريخ عالية الدقة ودمرت زورقاً أوكرانياً". وكتبت ماريا زاخاروفا على "تليغرام" أن "صواريخ كاليبر دمرت بنى تحتية عسكرية في ميناء أوديسا بضربة عالية الدقة"، وذلك ردا على بيان للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي قال إن هذه الضربات قوضت إمكان حوار أو تفاهم مع موسكو.
يأتي ذلك فيما واصلت أوكرانيا جهودها، اليوم الأحد، لاستئناف تصدير الحبوب من أوديسا وموانٍ أخرى على البحر الأسود بعد الهجوم الصاروخي الروسي الذي أثار شكوكاً بشأن ما إذا كانت موسكو ستلتزم باتفاق يهدف إلى تخفيف نقص الغذاء العالمي الناجم عن الحرب.
هذا وأعلن الرئيس زيلينسكي أنّ القوّات الأوكرانية تتحرّك تدريجياً باتّجاه منطقة خيرسون الشرقية التي سيطرت عليها روسيا في بداية الحرب.
وأشارت مصادر عسكرية إلى أنّ الجيش الأوكراني استخدم نظاماً صاروخياً متطوّراً من طراز "هيمارس أم 142"، وأطلق سبع قذائف على الأقلّ على محطّة "كاخوفكا" للطاقة الكهرومائية في منطقة خيرسون.
وتزامنا، أعلنت جمهورية دونيتسك أن قوات كييف قصفت منطقتي فوروشيلوفسكي وكالينينسكي في دونيتسك براجمات "غراد" مستخدمة قذائف حارقة. وقالت السلطات في دونيتسك إنه خلال أقل من ساعتين، أطلقت القوات الأوكرانية ثلاث مرات قذائف على مناطق مختلفة من دونيتسك، بما في ذلك خمس قذائف من عيار 155 ملم التي يستخدمها الناتو.
وقال ممثل جمهورية دونيتسك الشعبية في المركز المشترك للتحكم والتنسيق في نظام وقف إطلاق النار إن قوات كييف أطلقت ثلاثة صواريخ من راجمات "غراد" على منطقتي فوروشيلوفسكي وكالينينسكي في دونيتسك. ووفقا للمعلومات الأولية، فقد استخدمت القوات الأوكرانية قذائف حارقة بقصفها للمباني السكنية في دونيتسك. ويجري التحقق من الخسائر.
هذا ونقلت وسائل إعلام أميركية عن متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية قوله إنّ مواطنيْن أميركييْن توفّيا في الآونة الأخيرة بمنطقة دونباس في شرق أوكرانيا. ولم تقدّم الخارجية الأميركية أيّ تفاصيل عن الشخصين أو ملابسات وفاتهما، لكنّها أضافت أنّ الإدارة الأميركية على اتّصال بعائلتيهما وتقدّم كلّ المساعدة القنصلية الممكنة.
وأمس السبت، قال الجيش الأوكراني إن صواريخ روسية أصابت ميناء أوديسا بجنوب البلاد، مما يشكل تهديدا للاتفاق الذي وُقّع الجمعة لفك الحصار عن صادرات الحبوب من المواني الأوكرانية المطلة على البحر الأسود وتخفيف أزمة نقص الغذاء العالمي التي تسببت فيها الحرب.
وقال الرئيس زيلينسكي إن الضربة أظهرت أن موسكو لا يمكن الوثوق بها لتنفيذ الاتفاق. لكن تلفزيون سوسبيلن الأوكراني الرسمي نقل عن الجيش الأوكراني قوله إن الصواريخ لم تتسبب في أضرار كبيرة. وقال وزير إن الاستعدادات مستمرة لاستئناف تصدير الحبوب من مواني البلاد على البحر الأسود.
وذكرت قيادة العمليات الجنوبية الأوكرانية أن صاروخين روسيَّين من طراز "كاليبر" أصابا منطقة بها محطة ضخ في ميناء أوديسا وأن قوات الدفاع الجوي أسقطت صاروخين آخرين.
وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية إن صواريخ "كروز" أُطلقت من سفن حربية في البحر الأسود بالقرب من شبه جزيرة القرم.
ونقل تلفزيون سوسبيلن في وقت لاحق عن المتحدثة باسم القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا قولها إن منطقة تخزين الحبوب بالميناء لم تتعرض للقصف.
ومثل قصف أوديسا على ما يبدو خرقا لشروط اتفاق يوم الجمعة، والذي من شأنه أن يسمح بمرور آمن من وإلى أوديسا وميناءين أوكرانيين آخرين.
وتعهد زيلينسكي، في مقطع مصور في ساعة متأخرة من مساء السبت، ببذل كل ما في وسعه للحصول على أنظمة دفاع جوي قادرة على إسقاط صواريخ مثل تلك التي قصفت أوديسا.
وتنفي موسكو مسؤوليتها عن أزمة الغذاء المتفاقمة، وتحمل العقوبات الغربية مسؤولية تباطؤ صادرات المواد الغذائية والأسمدة، واتهمت أوكرانيا بتلغيم الطرق المؤدية إلى مواني البحر الأسود.
وأدى الحصار الروسي على المواني الأوكرانية في البحر الأسود، منذ بدء عملية موسكو العسكرية بأراضي جارتها في 24 فبراير، إلى بقاء عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب في الصوامع وتقطع السبل بالكثير من السفن.
كما أدى ذلك إلى تفاقم الاختناقات في سلاسل الإمداد العالمية. ومع العقوبات الغربية الكاسحة، تصاعدت وتيرة التضخم في أسعار المواد الغذائية والطاقة حول العالم.
وتُعتبر روسيا وأوكرانيا موردي قمح عالميين رئيسيين، وأدت الحرب إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية. ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي دفعت أزمة الغذاء العالمية بحوالي 47 مليون شخص إلى منطقة "الجوع الحاد".