المصدر / وكالات - هيا
وسط ترقّب لاتفاق الحبوب المتوقع إبرامه اليوم في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا، أعلن مصدر مطلع على المفاوضات، أن الممر الآمن لعبور السفن المحمّلة في البحر الأسود سيبدأ العمل خلال الأسابيع المقبلة.
وأكد المصدر ذاته أنه تم الحصول على ضمانات في هذه المسألة من الأطراف المشاركة، وفقا لما نقلته وكالة "سبوتنيك".
في حين ذكرت وسائل إعلام تركية أن الاتفاقية الخاصة بإنشاء ممر الحبوب لا تنص على إزالة الألغام بالكامل من المواني الأوكرانية.
وأفادت قناة تلفزيونية "إن تي في"، أنه وفقا للاتفاقيات التي تم التوصل إليها في المحادثات الرباعية، فإنه من المتوقع أن يتم إرشاد السفن المحملة بالحبوب من المواني الأوكرانية قبل دخولها المياه الدولية واتباع الممرات الآمنة المحددة مسبقا.
معضلات كثيرة
تأتي هذه التطورات وسط تلويح بمعضلات كثيرة ستواجه الاتفاق، بدءاً من إعادة استخدام البحر الأسود عبر ممرات مؤمنة، ووقف إطلاق النار في مناطق العبور، وتفتيش السفن التجارية التي من المرجح أن تقوم بها تركيا لضمان عدم نقل أسلحة بواسطة السفن التي ستبحر إلى مدينة أوديسا لشحن الحبوب.
إلى مشاكل أخرى تعيق التنفيذ بينها معضلة إزالة الألغام من المواني، وتوفير ممرات آمنة لسفن الشحن، وهما أمران أساسيان لنجاح أي خطة، خصوصاً وسط انتشار الألغام في المياه بعدما زادت كييف من زرعها قرب المواني خلال الفترة الماضية تفادياً لتقدم الروس وصداً لهجمات متوقعة، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال".
يذكر أن أنقرة كانت أكدت الاثنين الماضي، أن مسؤولين من روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة سيجتمعون اليوم الجمعة، لمناقشة استئناف صادرات الحبوب الأوكرانية من البحر الأسود.
وأوضح وزير الدفاع التركي خلوصي أكار حينها، أنه تم التوصل إلى اتفاق بشأن خطة ومبادئ عامة لشحن الحبوب والمنتجات الغذائية بين طرفي النزاع.
وقال إن المسائل التقنية مثل تشكيل مركز مراقبة في إسطنبول، وتحديد الطرق الآمنة، ونقاط التفتيش عند مخارج ومداخل المواني كانت على جدول الأعمال.
أزمة عالمية
يشار إلى أن أسعار الغذاء ارتفعت بشكل كبير في العالم منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، أحد أكبر مصدري الحبوب، وطالت هذه الأزمة خصوصا الدول الأشد فقرا.
ويهدف الاتفاق الذي يتم التفاوض في شأنه منذ أكثر من شهرين إلى إخراج نحو عشرين مليون طن من الحبوب الأوكرانية العالقة بسبب النزاع عبر البحر الأسود، مع تسهيل الصادرات الروسية من الأسمدة والحبوب.