المصدر / وكالات
اندلعت مواجهات جديدة، الأحد 13 مارس/آذار، بين قوات الأمن وعناصر تنظيم القاعدة في مدينة عدن بجنوب اليمن، حيث قتل شخصا، بينهم 17 مسلحا، في المعارك والغارات الجوية للتحالف العربي.
واستمرت المعارك حول تعز (جنوب غرب البلاد)، ثالث كبرى مدن اليمن، بعد يومين من تقدم القوات الحكومية في محيط هذه المدينة التي يحاصرها المتمردون منذ أشهر. ووصلت حصيلة المعارك المتواصلة إلى أكثر من تسعين قتيلا.
كما أفادت مصادر أمنية عن تجدد القتال صباحا، بعد فترة هدوء ليلية، في حي المنصورة بعدن، حيث شنت قوات الأمن، السبت 12 مارس/آذار، عملية واسعة للسيطرة على هذا الحي السكني الذي تحول إلى معقل لتنظيم القاعدة ذي النفوذ المتنامي باستغلاله النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من عام.
وأشارت المصادر إلى أن طائرات حربية ومروحيات من طراز "أباتشي" تابعة للتحالف العربي شنت غارات، مساء السبت، دعما لقوات الأمن، مستهدفة ثلاث آليات عسكرية على الأقل ومبان تابعة للمجلس الأهلي يسيطر عليها جهاديو القاعدة.
وقال مسؤول أمني لوكالة فرانس برس إن "17 مقاتلا من القاعدة على الأقل وشرطيين اثنين قتلوا منذ السبت"، مشيرا إلى أن "غالبية المتمردين الإسلاميين قتلوا في غارات التحالف".
وكانت حصيلة سابقة، السبت 12 مارس/آذار، أفادت بسقوط 14 قتيلا، بينهم 12 عنصرا من القاعدة.
وقال شهود عيان إن الوضع كان متوترا، في وقت متأخر من صباح الأحد، لكن من دون سماع إطلاق نار.
ويفرض تنظيم القاعدة سيطرته على المنصورة. فيما أفاد سكان عن وصول تعزيزات تقدر بالعشرات من عناصر التنظيم ليلا، قادمين من محافظتي أبين ولحج المجاورتين، حيث للجهاديين نفوذ واسع.
وتقدر المصادر الأمنية وجود نحو 300 مقاتل من القاعدة مدججين بالسلاح في المنصورة.
إلى ذلك، فقد استغل مسلحو القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية النزاع القائم في اليمن بين المتمردين الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، والقوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي، لتعزيز وجودهم في جنوب البلاد.
وتشهد عدن منذ استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها في يوليو/تموز الماضي، وضعا أمنيا هشا وتناميا في نفوذ الجماعات المسلحة، إضافة إلى سلسلة هجمات وتفجيرات تبنى الجهاديون العديد منها.
وفي جنوب غرب البلاد، تدور اشتباكات بين القوات الحكومية والمتمردين عند أطراف مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ أشهر. وتحاول القوات الحكومية متابعة التقدم بعدما تمكنت، الجمعة 11 مارس/آذار، من استعادة مواقع مهمة في الضواحي الغربية والجنوبية للمدينة.
وكانت تعزيزات للحوثيين تعرضت، الأحد 13 مارس/آذار، لضربات جوية من التحالف العربي، حسبما أفادت مصادر عسكرية موالية لهادي.
إلى ذلك، قتل في المعارك والغارات التي نفذها التحالف، السبت 11 مارس/آذار، 37 شخصا، هم 24 من المتمردين وتسعة مقاتلين موالين لهادي وأربعة مدنيين، ما يرفع عدد الذين قتلوا خلال يومين الى 94، بحسب المصادر العسكرية.
وأكد وزير الإدارة المحلية، عبد الرقيب فتح، الذي يرأس لجنة الإغاثة الحكومية، أنه لم "يكن ممكنا حتى الآن" إدخال المواد الإنسانية إلى زهاء 200 ألف شخص يقيمون في تعز.
وتؤكد الأمم المتحدة أن النزاع في اليمن أوقع أكثر من 6100 قتيل نحو نصفهم من المدنيين منذ تدخل التحالف في مارس/آذار 2015.