المصدر / وكالات - هيا
على الرغم من خطف بلدة بوتشا شمال غربي كييف، الاهتمام الدولي منذ أيام ولا تزال، إلا أن مخاوف دولية عدة بدأت تطفو إلى السطح أيضا من قتال وشيك في الشرق الأوكراني.
فقد حذرت السلطات الأوكرانية من خطط روسية لشن هجمات في الشرق الأوكراني، معلنة أن موسكو تستعد لاستدعاء نحو 60 ألفا من جنود الاحتياط لتعزيز هجومها في الشرق.
كما أوضحت أن الأهداف الرئيسية لروسيا تشمل ميناء ماريوبول وخاركيف، ثاني أكبر مدينة في البلاد.
وفي السياق، قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غاداي في رسالة عبر الفيديو "مساء أمس نرى معدّات تصل من اتجاهات مختلفة، ونرى الروس يعزّزون صفوفهم ويتزوّدون بالوقود.. إنهم يستعدّون لهجوم ضخم".
كما دعا سكان المنطقة إلى المغادرة، قائلا في رسالته "أرجوكم لا تتردّدوا... لا تنتظروا حتى تُقصف منازلكم".
بدوره طلب رئيس بلدية بوروفا، وهي بلدة تقع في منتصف الطريق بين لوغانسك وخاركيف، المدينة الكبيرة في شمال شرقي البلاد، أمس من سكان البلدة مغادرتها. وقال ألكسندر تيرتيتشني في منشور على فيسبوك "نحن مجبرون على اتخاذ قرار بإخلاء السكان حفاظاً على سلامة المواطنين. أولئك الذين يستطيعون المغادرة بسياراتهم الخاصة مدعوون إلى القيام بذلك!"، مشيراً إلى أنّ السلطات وضعت في الخدمة أيضاً حافلات لنقل السكان إلى محطة القطارات.
وكان آلاف المدنيين أجلوا خلال الأيام القليلة الماضية من مدينة ماريوبول الجنوبية الشرقية المطلة على بحر آزوف والمحاصرة منذ أسابيع، والتي تحيط بها مناطق يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من موسكو في منطقة دونباس الشرقية. فيما أوضح متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الاثنين أنه تم إيقاف فريق من اللجنة خلال محاولة للوصول إلى ماريوبول لإجلاء المدنيين، وهو محتجز الآن في بلدة مجاورة.
ستغير أساليبها
كذلك، حذرت الولايات المتحدة من معارك مقبلة شرقا، وأعلن مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي جيك سوليفان مساء أمس أن روسيا تخطط على الأرجح لنشر عشرات الآلاف من الجنود في شرق أوكرانيا مع تحويل تركيزها إلى جنوب البلاد وشرقها.
كما أضاف في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض "نعتقد في هذا المرحلة بأن روسيا تراجع أهدافها الخاصة بالحرب للتركيز على الشرق الأوكراني وأجزاء من الجنوب بدلا من استهداف معظم الأراضي".
ورأى أن "هدف موسكو يبدو على الأرجح محاصرة وسحق القوات الأوكرانية في المنطقة، مضيفا أن هذا قد يمكنها لاحقا من الزعم بأنها حققت تقدما ميدانيا، ويساعدها بالتالي على إخفاء أي فشل عسكري سابق"، وفق تعبيره.
معركة طويلة
إلى ذلك، رجح أن تطول المرحلة التالية من العمليات العسكرية الروسية، لاسيما مع تفوق القوات الروسية على نظيرتها الأوكرانية عددا.
ورجح أن تسعى موسكو للسيطرة على مساحة أكبر بكثير في شرق أوكرانيا من تلك التي كان الانفصاليون يسيطرون عليها قبل العملية العسكرية.
للتحكم بتدفق المياه
كما رأى أنها ستسعى في الجنوب، للسيطرة على مدينة خيرسون للتحكم في تدفق المياه إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمتها عام 2014. وقال إنه من المتوقع أن يشن الكرملين مزيدا من الضربات الجوية والصاروخية في جميع أنحاء البلاد.
يشار إلى أن القوات الروسية كانت أعلنت الأسبوع الماضي أنها ستخفف عملياتها في محيط كييف للتركيز على الرشق الأوكراني، معتبرة أن من شأن ذلك أن يشكل بادرة حسن نية من أجل دفع مفاوضات السلام بين البلدين قدما.
إلا أن كييف وحلفاءها الغربيين شككوا مرارا بالنوايا الروسية، مرجحين اندلاع قتال ومعارك عنيقة قريبا في الشرق الأوكراني، والجنوب، لاسيما في مدينة ماريوبول، التي حازت منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير الماضي، أهمية قصوى للروس، لاسيما أن السيطرة عليها سيشكل جسرا يصل الشرق حيث تتواجد القوات الموالية للروس، بشبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها روسيا عام 2014.