المصدر / وكالات
عثروا في لبنان الخميس على كويتيين قتيلين بالرصاص في غرفة أسفل مطعم مهجور ببلدة جبلية، وتلخيصا لما ورد بشأنهما حتى صباح الجمعة من تفاصيل قرأتها "العربية.نت" في أكثر من 10 وسائل إعلام لبنانية وكويتية، وتضيف إليها معلومات جديدة، فإن زوجة أحد القتيلين، وهما: حسين محمد حسين النصار ونبيل بنيامين يعقوب غريب (58 و56 سنة) أبلغت السفارة الكويتية في بيروت أنها فقدت الاتصال به ولا تجده منذ يومين، وبدورها اتصلت السفارة بالأمن اللبناني، فعثر عليهما جثتين الساعة 4 بعد الظهر، ومن تحقيق أولي اتضح أن الجريمة التي استبعدوا أي خلفية سياسية أو دينية لها، وقعت قبل 18 ساعة، أي تقريبا مساء الأربعاء.
وهناك رواية مختلفة، تذكر نقلا عن التحقيق الأولي، أن المتصلة بزوجها من الكويت، لم تجده بعد اتصالات متكررة، فحملها القلق على الاتصال بإحدى المستأجرات في المبنى الذي كانا يقيمان فيه ويملكانه، فدقت الجارة جرس منزلهما أكثر من مرة، ولم يجبها أحد أو يفتح الباب، ولما وجدت سيارتهما في الموقف، وهي طراز نيسان X-Trail استأجراها الاثنين الماضي، اتصلت بقوى الأمن، فحضرت دورية وأجرت تفتيشا، انتهى بعثورها على الرجلين وقد فارقا الحياة.
والمعروف عن نبيل بنيامين يعقوب غريب، أنه شقيق القس عمانويل غريب، المولود من أصل تركي في 1950 بالكويت، وراعي "الكنيسة الوطنية الإنجيلية" فيها منذ 16 سنة تقريبا، والذي اتصلت به "العربية.نت" سعيا وراء المزيد من المعلومات عن أخيه القتيل، فلم تتمكن من التحدث إليه، أو معرفة مكانه. أما وسائل الاعلام اللبنانية والكويتية فلم تذكرها "العربية.نت" لكثرتها بجانب كل معلومة، بل نقلت عنها ما تداولته وأجمعت عليه.
وكان الكويتيان وصلا إلى لبنان قبل 10 أيام تقريبا، لإتمام صفقة مقايضة أرض يملكانها في مصيف "عاليه" بمطعم كان اسمه "مطعم قمر" وكان يديره رئيس حزب "غد الثورة" المصري أيمن نور، وباعه لهما، وهو مهجور على الطريق الدولية في منطقة "عاريا" بقضاء بعبدا، وكان ينقص الصفقة حين تمت تسجيل العقد بالدوائر العقارية، لكنه تأخر بسبب نقص في أوراق عالقة بالبلدية والدوائر نفسها، وكان العمل بعد دفع الرسوم المالية جار لإنجاز الناقص من الأوراق، إلا أن الجريمة المزدوجة فاجأت الجميع.
واحد على السرير والثاني تحته
القتل، طبقا لما تشير المعلومات الأولية، تم في غرفتين مختلفتين من المطعم المهجور، وحدثت قبل تأمين الأوراق الناقصة لتسجل الصفقة بقليل من الوقت، ربما بيوم أو يومين، وتم العثور عليهما مضرجين بالدم في الطبقة السفلى من المطعم، وبرأس كل منهما رصاصة، الأول وجدوه ممدا على سرير، والثاني ملقى على الأرض بجانب السرير في غرفة ثانية، فنقلهما الصليب الأحمر اللبناني الى مستشفى في بيروت.
والمطعم المهجور هو في بلدة جبلية بمنطقة "ضهر الوحش" قرب مصيف "عاليه" حيث يملك القتيلان أرضا قايضاها بعقار المطعم، هي بلدة "الكحالة" القريبة الى الشرق من بيروت 13 كيلومترا، واليها حضرت الأدلة الجنائية بقيادة قاضي التحقيق رامي عبد الله، وضربت طوقا وباشرت تحرياتها لمعرفة ذيول وملابسات ما حدث، ومنها أن القتيلين أمضيا سهرة في مكان يسعى المحققون إلى معرفته، ويرجحون بأن قتلهما تم بعد عودتهما منها، فيما كشفت استخبارات الجيش اللبناني أنها أوقفت شخصين تخضعهما حاليا للتحقيق، من دون ما يفيد منها عما إذا كان لتوقيفهما صلة بالحادث أو لوجودهما على مقربة من المكان أو على سبيل جمع المعلومات.
كما سرت أنباء، أتوا عليها في الاعلام اللبناني، عن اعتقال فتاتين تقطنان في المبنى نفسه بمصيف عاليه، وأشار البعض الى احتمال وجودهما في ساحة الجريمة لحظة حدوثها، واعتقلتهما الأجهزة الأمنية بعد أن تتبعت هاتفَي الضحيتين حين تم إبلاغها عن اختفائهما عن السمع، ومن الهاتفين توصلت الى اعتقال الفتاتين.
واجهة المطعم المهجور، وفيه عثرت أجهزة الأمن على جثتي الضحيتين
"وكانا سيغادران لبنان السبت"
وبحسب ما ذكر رئيس بلدية "عاريا" بيار بجاني، الذي دخل بنفسه مكان الجريمة، فإن أحد القتيلين معروف بكنية "أبو يوسف" وكانا يترددان على دار البلدية، وآخرها منذ 3 أيام "وكانا سيغادران لبنان السبت" مضيفا أنه سبق وزاره أبو يوسف منذ 7 أشهر وأخبره أنه اشترى العقار من الشيخ طاهر بركة "فطلبت منه الحصول على التراخيص ودفع الرسوم لاستكمال أشغال في عقار تابع للبلدية، ويجريها من دون ترخيص، وهذا ما حصل" وذكر له أبو يوسف أنه قايض المبنى بقطعة أرض في عاليه. إلا أن مواقع إلكترونية إخبارية في لبنان ذكرت ما يؤدي الى تشويش حقيقة، من أن العثور على الجثتين كان في مطعم "لاريدو" وهو مهجور، ولم يتم التعرف بعد ما إذا كانت الجريمة وقعت فيه، أم في مكان آخر، ثم تم نقل الجثتين منه فيما بعد.
ومما كتبوه في لبنان عن المطعم المهجور، سواء كان "قمر" أو لاريدو، أنه لولا واجهته الزجاجية، لما أوحى لأحد بأن أصحابه أسسوه ليستقبل زوارا، فالواجهة متسخة جدا، وبالكاد يمكن للمشاهد رؤية ما في الداخل عبرها من حطام. أما مدخله فيحتوي على بقايا شتلات خضراء، ولا طاولات أو كراسي للزوار كما الحال بأي مطعم.
وأمس تطرق السفير الكويتي في بيروت، عبد العال القناعي، لجريمة القتل المزدوجة، فقال في ما بثته وكالة "كونا" الكويتية للأنباء مساء الخميس، وقرأته "العربية.نت" في موقعها: "تبلغنا بكل أسف من السلطات اللبنانية، خبر العثور على مواطنين كويتيين مقتولين بطلق ناري داخل سكنهما في منطقة الكحالة شرقي بيروت، بعد إبلاغنا من ذويهما بفقدان الاتصال بهما صباح اليوم" وذكر أن لبنان يعيش ظروفا استثنائية صعبة على المستوى السياسي والأمني، مما حمل الخارجية الكويتية على نصح الكويتيين قبل أيام بعدم السفر إليه.
ثم قام الصليب الأحمر اللبناني بنقل الجثتين الى مستشفى في بيروت