المصدر / القاهرة:غربة نيوز
وجه أحد قيادات حركة طالبان الدعوة لوسائل الإعلام لزيارة موقع كانت تتخذه المخابرات الأمريكية «سي آي إيه» قاعدة سرية، والذي كانت تخطط فيها أمريكا لغارات قاتلة وتعذيب السجناء، في حين قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اإن أفغانستان تواجه انهيارا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ينذر بتحويل الوضع فيها إلى كارثة إنسانية، وأكد تقرير لصحيفة «زي أوبزرفر» البريطانية اليوم الأحد، أن السيارات وعربات الميني باص والمدرعات التي كانت تستعملها المخابرات الأمريكية لإدارة ما أسمته بـ«حرب الظل» في أفغانستان، تركت في صفوف وقد تم تخريبها وإحراقها لإخفاء معالمها، وذلك قبل أن يترك الأمريكان أفغانستان .
وأشار التقرير إلى ما أسماه بـ«القرية الأفغانية المزيفة»، حيث دربوا فيها القوات شبه العسكرية المرتبطة ببعض أسوأ انتهاكات حقوق الإنسان في الحرب، والتي تم هدمها، ولم يتبق إلا جدار خرساني مرتفع ما زال يلوح في الأفق فوق أكوام الطين وعروق الخشب المحطمة، حيث كانت تسخدم القرية في السابق للتدرب على الغارات الليلية «الممقوتة» وتستهدف منازل المدنيين على نطاق واسع ، ولفت التقرير إلى أنه تم تفجير «مقلب نفايات ضخم للذخيرة»، قائلا إن هناك عدة طرق لقتل وتشويه البشر، بدءا من رصاص المسدسات إلى القنابل اليدوية، ومن صواريخ الهاون إلى المدفعية الثقيلة، حيث تم رصها جميعا في ثلاثة صفوف طويلة بحاويات شحن مرتفعة بمقدار الضعف، وكلها تحولت إلى خردة، حيث أدى الانفجار الهائل الذي وقع فور القصف الدموي لمطار كابول، والذي هز وأثار ذعر العاصمة .
ونبه التقرير إلى أن كل هذه الأسلحة كانت تشكل جزء من مجمع جهاز المخابرات الأمريكية، والذي ظل منذ عشرين عاما «القلب الأسود السري» لحرب أمريكا على الإرهاب، والذي كان مكانا يشكل «أسوأ الانتهاكات» التي أفسدت المهمة في أفغانستان، وقامت قوات طالبان الخاصة بعرض المجمع المهجور للصحفيين والذي يمتد ميلين شمال شرق المطار، والذي أصبح موصوما بسمعته السيئة في وقت مبكر من الصراع، وذلك بسبب التعذيب والقتل في سجن «حفرة الملح»، والذي أطلقت عليه المخابرات الأمريكية اسما سريا وهو «كوبالت»، بينما سماه الرجال الذين كانوا يعتقلون فيه اسم «السجن المظلم»، لأنه لم يكن هناك ضوء في الزنازين، باستناء أضواء البطاريات المتقطعة بأيدي الحراس .
وفي سياق آخر قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل اليوم اإن أفغانستان تواجه انهيارا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ينذر بتحويل الوضع فيها إلى كارثة إنسانية، مؤكدا أن «أسوأ التصورات» المتوقعة يتطلب أن تلتزم حركة طالبان بالشروط التي تمكّن البلاد من الحصول على مزيد من المساعدات الدولية، وأضاف: «تمر أفغانستان بأزمة إنسانية خطيرة ويلوح في الأفق انهيار اجتماعي اقتصادي سيكون خطيرا على الأفغان والمنطقة والأمن الدولي»، بحسب وكالة رويترز في تقرير لها اليوم، التي نقلت عن بوريل تأكيده أن النظام المصرفي الأفغاني أصابه الشلل إلى حد بعيد بما حال بين المودعين وأموالهم في حين يعتمد النظام الصحي اعتمادا كبيرا على المساعدات الخارجي.