المصدر / وكالات - هيا
مع اكتمال الانسحاب الأميركي من أفغانستان نهاية الشهر الفائت، تعرضت الإدارة الأميركية لانتقادات حادة بسبب تركها عدداً من المعدات العسكرية التي استولت عليها طالبان وإنفاق مبالغ هائلة خلال 20 عاماً لإعداد الجيش الأفغاني دون جدوى.
فقد كشف اعتراف لوزارة الخارجية الأميركية أن إدارة بايدن وجهت بمسح كافة التقارير الرسمية التي توثق ما أنفقته الإدارة الأميركية على المعدات العسكرية والتدريب المقدم لقوات الأمن الأفغانية منذ عام 2001.
82.9 بليون دولار
وتضمنت المراجعات والتقارير التي تم مسحها سرداً تفصيلياً لما قدمته الولايات المتحدة للقوات الأفغانية، وصولاً إلى عدد أجهزة الرؤية الليلية والقنابل اليدوية وطائرات الهليكوبتر بلاك هوك والعربات المدرعة، أي ما مجموعه 82.9 بليون دولار.
كما حددت التقارير 208 طائرة وطائرات مروحية و 75000 مركبة حربية، بما في ذلك 22 عربة همفي و 50 ألف مركبة تكتيكية وحوالي 1000 مركبة مقاومة للألغامو 600 ألف سلاح، بما في ذلك 350 ألف بندقية M4 و M16 و 60 ألف رشاش و 25 ألف قاذفة قنابل يدوية.
إلى ذلك، اعترفت وزارة الخارجية بإزالة التقارير لكنها بررت هذه الخطوة على أنها وسيلة لحماية الحلفاء الأفغان، وفقاً لما نقلت مجلة "فوربس" عن متحدث رسمي.
لحماية الحلفاء والمتعاونين
ونصحت وزارة الخارجية الوكالات الفيدرالية الأخرى بمراجعة خصائص المواقع الالكترونية الخاصة بها بحثاً عن محتوى يسلط الضوء على التعاون أو المشاركة بين مواطنين أفغان وحكومة الولايات المتحدة وإزالته من المواقع إذا كان يمثل خطراً أمنياً.
وفي الأيام الأخيرة، تمت إزالة بعض تقارير SIGAR (المفتش العام الخاص بإعادة إعمار أفغانستان)، مؤقتاً من الموقع الالكتروني للوكالة بسبب مخاوف أمنية مستمرة، وفقاً للإرشادات الواردة من وزارة الخارجية الأمريكية.
يشار إلى أن حركة طالبان ومنذ سيطرتها على البلاد قاطبة باستثناء بعض الجيوب، انتشر عناصرها في شوارع كابل، بعتاد ولباس عسكري أميركي في كثير من الأحيان.
كما أكدت عدة تقارير أميركية وتصريحات لنواب وأعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي، أن حجما كبيرا من العتاد العسكري والآليات سقطت بين أيدي الحركة المتشددة.
وحلّقت مروحية من طراز "بلاك هوك" فوق المعقل التقليدي لطالبان في جنوب أفغانستان، فيما وقف مقاتلوها على عربات الهامفي التي تم الاستيلاء عليها بينما كانت الحركة تستعرض المعدات العسكرية الأميركية المنهوبة.
وانتشرت صور ومقاطع مصورة عدة للآليات الأميركية التي استولت عليها الحركة في مطار كابل وعدد من المناطق ما أثار موجة من الانتقادات لإدارة الرئيس بايدن.