المصدر / وكالات
استل المغردون وسومهم في يوم وفاة الكاتب المصري محمد حسنين هيكل بين مادح للرجل معجب به، وناقم عليه ناقد لمواقفه التي وصفوها بالمساندة للأنظمة الدكتاتورية والكارهة للإسلاميين، لتبدأ معركة تدوينات بموقعي فيسبوك وتويتر لا تزال رحاها تدور رغم توقف دورة حياة بطلها هيكل.
مناقب الرجل برزت على وسم "#محمد_حسنين_هيكل" باعتباره اسما كبيرا في تاريخ مصر المعاصر، وأشهر المفكرين القوميين العرب، وكان حاضرا -كما يرى معجبوه- في اللحظات التي شهدت اتخاذ قرارات مصيرية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
ويرد المعارضون -عبر وسم #هلاك_هيكل- بأن سليل القومية العربية انتهى في أحضان القومية الفارسية بعد تأييده لمواقف إيران ومناصرته للرئيس السوري بشار الأسد وحزب الله، رغم المجازر اليومية التي يرتكبها أولئك بحق الشعب السوري.
ويستحق الرجل -وفقا لمحبيه- التخليد والخلد في جنات النعيم باعتباره قامة إعلامية وفكرية عاصرت فترات حكم مَلِكٍ وسبعة رؤساء تعاقبوا على حكم أرض الكنانة خلال 90 عاما مضت، إلا أن آخرين ممن طالتهم يد الأنظمة الباطشة التي طالما نظّر لها المفكر الراحل، آثروا أن يكون تاريخ الرجل ومصيره مزبلة التاريخ، كما حكت تغريداتهم.
وكما أبرز النشطاء التناقض الحاصل بين قومية هيكل العربية وتأييده لبعض فصول المشروع الإيراني "الفارسي"، فقد كشف المغردون عن رسالة المدح والثناء التي كتبها هيكل للملك فاروق بمناسبة العيد الثامن لجلوسه على العرش عنوانها "في يوم عيدك يا مولاي"، معتبرين ذلك تناقضا آخر في حياة الرجل الذي يعتبر نفسه أحد أقطاب عهد الجمهورية التي أطاحت بالحكم الملكي في مصر.
واسترسل المعارضون في سرد المواقف التي آثر فيها الكاتب الراحل الوقوف في صف الجلاد بدلا من الضحية، وكان آخرها تأييده لانقلاب 30 يونيو/حزيران 2013 وللرئيس عبد الفتاح السيسي معبرا في أكثر من مناسبة عن إعجابه الكبير به. كما لم يتوان عن الخروج في مهام لصالح نظامه، رغم المجازر التي قام بها في حق المعتصمين أمام الحرس الجمهوري وميداني رابعة والنهضة.
غير أن السجال امتد ليشمل ما سماها المغردون "حرمة الميت"، حيث شجب محبو الراحل التغريدات التي انتقدته، مستشهدين بمقولة "اذكروا محاسن موتاكم"، ليأتي الرد سريعا من المعارضين بأن من يتذكرون حرمة الموت اليوم يتناسون في كل يوم حرقة الموت التي يذوقها أهالي آلاف القتلى الذين صفّاهم نظام السيسي بمباركة هيكل وغيره من مؤيدي الانقلاب.
أما آخرون فآثروا التعليق على وفاة الرجل بأبيات قيلت حين وفاة أبي العباس الفضل بن مروان:
لتبكِ على الفضل بن مروان نفسُه ... فليس له باكٍ من الناس يُعرفُ
أقام على الدنيا مَنوعًا لخيرها ... وفارقها وهو الظلوم المعنَّفُ