المصدر / وكالات - هيا
شن كمال قليجدار أوغلو، زعيم المعارضة التركية، هجومًا عنيفًا على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، لفشل سياساته في الخروج بالبلاد من الأزمات، مشددًا على أن الديمقراطية هي السبيل الوحيد لخلع ذلك النظام.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها كمال قليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة التركية، خلال اجتماع للحزب الذي أعاد انتخابه مؤخرًا رئيسًا له لـ4 سنوات، بحسب ما تابعته "العين الإخبارية" في صحيفة "جمهورييت" المعارضة.
وجدد أوغلو تأكيده على أن "الطريق الوحيد لخلع النظام الديكتاتوري، هو الديمقراطية"، مضيفًا "وهذا سيكون عن طريق وضع دستور جديد للبلاد".
"أصحاب الشعر الرمادي".. "كتيبة 101" لكسر دكتاتورية أردوغان
وتابع أن "الدستور الجديد سينص على أن يكون نظام الحكم في تركيا برلمانيًا ديمقراطيًا، ولن يكون رئيس الجمهورية تابعًا لحزب، بل سيكون محايدًا".
وبيّن كمال قليجدار أوغلو أنه "مع الدستور الجديد، لن تُناقش القوانين في منتصف الليل في البرلمان، مهما كان الأمر، حيث يجب أن يُناقش القانون قبل أن يُطرح مع جميع الأطراف، ويجب أن يخرج القانون برأي مشترك".
المعارضة التركية تنتقد دعوات أردوغان لعودة الخلافة: "أحلام فارغة"
وأوضح أن "الشخص المؤهل للسلطة هو من يعامل مواطنيه بالتساوي"، مشيرًا إلى أن "النظام الذي لا يعطي الوظيفة لمن يستحقها دون تحيز (في إشارة لنظام أردوغان)، كمن يحمل وعاءً من الفساد والظلم، حيث يتحول المكان الذي يعيش فيه المواطنين مع مرور الوقت إلى مكان للتعذيب".
الاعتداء على أمهات السبت
زعيم المعارضة التركية، تطرق في حديثه إلى اعتداءات الشرطة مؤخرًا على "أمهات السبت"، خلال تنظيمهن وقفتهن المعتادة في ذلك اليوم؛ لمساءلة النظام عن مصير أبنائهن وذويهن ممن اختفوا قسريًا.
والسبت، نظمت الحركة، فعاليتها رقم 800 ضمن فعاليات دأبت على تنظيمها يوم السبت كل أسبوع منذ العام 1995؛ لمطالبة الأنظمة التي تعاقبت على حكم تركيا عن مصير أبنائهن وذويهن الذين اختفوا في ظروف غامضة ولا يعرفن عنهم شيئًا.
غير أن قوات الشرطة استخدمت القوة المفرطة لتفريق الوقفة التي نظمت في المكان التقليدي لها كل أسبوع، وهو ميدان "غلاطه سراي" الشهير بالقسم الأوروبي من مدينة إسطنبول.
وأضاف كمال قليجدار أوغلو قائلا "تلك الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 30 سنة فيما يزيد، يعانين من حالة يُرثى لها".
وتابع "أين هؤلاء الأطفال المفقودين، والسؤال الحقيقي هو؛ أين تبحث الأمهات عن أطفالهن؟ لقد احتُجز هؤلاء الأطفال، ثم اعُتقلوا ولم يُسمع منذ ذلك الوقت شيء عنهم".
اعتقال الصحفيين
في سياق آخر، أكد كمال قليجدار أوغلو أن "هناك العديد من الصحفيين داخل السجون، لأن مشكلتهم الحقيقية كانت السعي وراء الحقيقة والكشف عنها".
وشدد زعيم المعارضة على أن "السلطة لا يمكنها أن تجعل الصحفي الذي لا يبيع قلمه، أن يركع أمامهم حتى ولو كان ذلك بالقوة".
وقبل أيام صدر تقرير عن المعارضة التركية، بمناسبة عيد الصحافة المحلي والذي يوافق 24 يوليو/تموز من كل عام، ولفت إلى اعتقال 721 صحفيا خلال فترة حكم العدالة والتنمية، 93 منهم لازالوا يقبعون في السجون.
ووفق التقرير، تم حظر استخدام 415 مساحة إعلامية وإغلاق 140 موقعا، وحظر 42 ألف تغريدة و12 ألفا و450 قناة على يوتيوب، و7 آلاف حساب على تويتر، و6 آلاف و500 صفحة فيسبوك حتى شهر مايو الماضي.
كما خسر أكثر من عشرة آلاف صحفي عملهم خلال هذه الفترة، فيما فرضت غرامات وحظر وصول وإغلاق مؤقت على 158 وسيلة إعلامية وبرنامج تلفزيوني.
رئيس الشؤون الدينية يلعن أتاتورك إرضاءً لأردوغان
في شأن آخر تطرق كمال قليجدار أوغلو، إلى حالة الجدل التي تشهدها تركيا منذ الجمعة الماضية، بسبب قيام رئيس الشؤون الدينية، علي أرباش، بلعن مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية، خلال خطبة أول صلاة جمعة تقام بـ"آيا صوفيا" لأول مرة منذ 86 عامًا، بعد تحويله من متحف إلى مسجد.
وتساءل كمال قليجدار أوغلو قائلا "هل يجوز استخدام كلمة كهذه لبث الحب والتسامح؟"
وتابع "ربما استخدم أرباش كلمة لعنة من أجل إرضاء أردوغان، إذن ليقولها له، لكن لا يجوز أن يستخدم رجل الدين كلمة كهذه، أنهم حقًا لا يعرفون الفرق بين الواقع والتاريخ، ويعتقدون أن هذا المقعد يعظم من مكانتهم، إلا أنهم في الواقع يلوثون تلك المقاعد".
والإثنين، اضطرت رئاسة الشؤون الدينية التركية، لحذف إساءة رئيسها، أرباش، لأتاتورك، من نص خطبته المنشورة على الموقع الإلكتروني لها.
جاء هذا الإجراء بعد حالة الغضب الشديدة التي شهدتها تركيا منذ الجمعة، بعدما قام رئيس الشؤون الدينية بلعن أتاتورك في خطبته المذكورة.
وتضمنت ردود الأفعال على هذه الخطب، درجة تقدم عدد من نواب المعارضة برفع قضايا ضد أرباش، بل ووصل الأمر لدرجة المطالبة باستقالته واعتذاره من الشعب التركي بأكمله.
اتحاد المحامين الأتراك، أصدر، الأحد، بيانًا أعلن فيه استنكاره لإساءة أرباش لأتاتورك، وطالب باستقالته بشكل فوري.