المصدر / وكالات - هيا
أحمد رمضان
ما بين الدعوة لعمل سينمائي يخلد ذكراه ووقفات احتجاجية وتدشين مؤسسة باسمه للدافع عن الديمقراطية ومطالبة الأمم المتحدة بالتحقيق في رحيله، أحيت المعارضة المصرية في الخارج الذكرى الأولى لوفاة الرئيس السابق محمد مرسي.
وجرت فعاليات إحياء الذكرى على مدى أسبوع كامل في مدينة إسطنبول التركية، حيث كانت البداية الأحد الماضي عبر تنظيم المجلس الثوري المصري ملتقى سياسيا عبر تطبيق زوم الإلكتروني عن وفاة الرئيس الراحل، منددا بالأسباب التي أدت لرحيله.
وبثت فضائية وطن المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين مؤتمرا مسجلا الأربعاء، تحت عنوان "الرئيس الشهيد أيقونة الحرية"، بمشاركة 100 شخصية من 40 دولة، أبرزهم رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد، ورئيس حزب العمال السابق ببريطانيا جيرمي كوربن، والمستشار الأسبق لرئيس الوزراء التايلندي جاران معلولين، ومحافظ كيب تاون بجنوب أفريقيا إبراهيم رسول، ومندوب دولة جزر القمر الدائم لدى جامعة الدول العربية جعفر شيخ أحمد، وتبعه الخميس مهرجان فني افتراضي بمشاركة مطربين مصريين وعرب.
فيما عقد موقع عربي 21 الإخباري ندوة في إسطنبول لبحث مآلات الربيع العربي في الذكرى الأولى لرحيل مرسي، حضره ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي، وغولدن سونمز المستشارة الحقوقية للرئيس مرسي، وبمشاركة مسجلة مسبقا للرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي، وأحمد نجل الرئيس مرسي، والناشطة اليمنية توكل كرمان، وخالد المشري رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا.
كما نظم مركز حريات للدراسات السياسية ندوة بحضور طارق الزمر الرئيس السابق لحزب البناء والتنمية وياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي، لمناقشة التجربتين المصرية والتركية في مواجهة الانقلابات العسكرية.
بينما عقدت رابطة الإعلاميين المصريين في الخارج ندوة بعنوان "الإعلام المصري بين الثورة والانقلاب"، للحديث عن الحريات الإعلامية في عهد مرسي وحكم السيسي.
مرسي للديمقراطية
كما أعلن المحامي البريطاني توبي كادمان رئيس غرف العدل الدولية (جيرنيكا 37) والمحامي في المحكمة الجنائية الدولية، عن تدشين مؤسسة "مرسي للديمقراطية" كمؤسسة دولية تحمل اسم الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، لتخلد ذكراه وتعمل على استمرار "منهجه ونضاله السلمي في دعم الديمقراطية والعدالة وحقوق الإنسان"، وذلك تطبيقا لوصية من عبد الله نجل الرئيس مرسي الذي توفي بعده بأشهر.
كما أصدر رئيس فريق الدفاع الدولي عن الرئيس مرسي وأسرته، بيانا طالبوا فيه الأمم المتحدة بضمان إجراء تحقيق فعّال في وفاة مرسي، وتقديم الجناة إلى العدالة.
وعلى صعيد الحراك الشعبي لإحياء الذكرى، شهد ميدان الإطفائية بمدينة إسطنبول التركية وأمام برج إيفيل في العاصمة الفرنسية باريس، إقامة وقفتين لإحياء ذكرى وفاة مرسي.
انقلاب على الديمقراطية
واختتمت -أمس السبت- فعاليات الذكرى الأولى لرحيل الرئيس المصري السابق، بندوة عبر تطبيق زوم نظمها المنتدى المصري "برلمانيون لأجل الحرية" بالتعاون مع مؤسسة "مرسي للديمقراطية"، لبحث مستقبل الديمقراطية في الشرق الأوسط.
وخلال الندوة، أكد الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي أن الجميع يعلم أن ما حدث مع الرئيس الراحل محمد مرسي لم يكن انقلابا على الإسلاميين، وإنما كان انقلابا على الديمقراطية، مشددا على أن "لعنة محمد مرسي ستظل تلاحقهم إلى نهاية التاريخ".
بينما عبر رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد عن أمله في أن يقوم الكثير ممن يريدون إقامة الديمقراطية في بلادهم، بدراسة تجربة مرسي في مصر دراسة جيدة لأهميتها، معتبرا مرسي شهيدا كافح من أجل الوصول بشعب مصر إلى أحسن حال.
من جانبها، قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن "الرئيس المصري الراحل سيظل أحد أبرز وأهم أيقونات الربيع العربي، لتمسكه بروح وجوهر ثورة يناير المجيدة، ولصموده الأسطوري في معتقله غير الإنساني".
وشدّدت على أن ما حدث لمرسي كان "أمرا مُدبرا، ويجب أن يُفتح تحقيق دولي لكشف الحقيقة، وحتى لا يفلت القاتل من العقاب، وهذا واجب المجتمع الدولي الآن، حيث يجب أن تأخذ العدالة مجراها".
أما رئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري، فأكد على إن بلاده تواجه الثورة المضادة ذاتها التي قتلت الرئيس المصري الراحل، مضيفا أن مرسي تحول على المستوى العربي إلى رمز للنضال الشعبي والتحرري.
فضيحة دولية
بينما اعتبر ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الرئيس المصري الراحل محمد مرسي لم يكن معتقلا، بل "مختطفا".
وشدد على أن مشهد وفاته يفضح كل الجرائم التي يرتكبها النظام العالمي لا النظام المصري وحسب، جراء سكوته عن تلك الجريمة، وهو أول رئيس منتخب لمصر.
بينما لفت الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين محمود حسين إلى أن الانقلاب على الرئيس المنتخب وسجنه بقضايا ملفقة، ثم سقوطه ميتا بالصورة التي تمّت وشاهدها العالم دون رد فعل عالمي يرقى لشناعة ما جرى؛ يمثل جريمة ستظل عالقة في جبين العدالة الدولية ونقطة سوداء ستظل عالقة في جبين الانقلابيين.
نضال دولي
من ناحيتها، قالت الحقوقية التركية غولدن سونمز "بصفتنا محامين لعائلة مرسي ولحقوق الإنسان، نعلن أننا سنبذل مجددا وتكرارا جهودا أكبر لمواصلة النضال القانوني أمام المحاكم الوطنية والسلطات القضائية الدولية، بشأن الجرائم المرتكبة في مصر وضد محمد مرسي وأفراد عائلته".
بدوره دعا الفنان المصري هشام عبد الحميد إلى معالجة قضية الحرية التي تبناها الرئيس الراحل محمد مرسي بشكل فني مختلف، من خلال القوى الناعمة القادرة على نقل القضية المصرية إلى المستوى الإقليمي والدولي، من خلال أعمال سينمائية يمكنها أن تُحدث الكثير من التأثير والعرض الإيجابي لمفهوم الحرية.
بينما دعا رئيس رابطة الإعلاميين المصريين في الخارج حمزة زوبع، إلى إنتاج فيلم روائي عن حياة مرسي، لافتا إلى أن الرابطة والقنوات المصرية في الخارج ستتبنى المقترح وتتعاون لإنتاج هذا الفيلم.