المصدر / وكالات - هيا
أطلق "صندوق النقد الدولي" تحذيرات متكررة من استمرار الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط، وقالت المديرة التنفيذية، كريستالينا جورجيفا، إن صندوق النقد يودّ رؤية هذه الاضطرابات وهي تتراجع.
تحدثت جورجيفا عن هذه الضرورة في طاولة مستديرة دُعت إليها مع مجموعة من الصحافيين من حول العالم وشاركت فيها "العربية.نت" يوم الجمعة، وكان من المُلاحظ أن هذه الدعوات لخفض التوتر شملت أيضاً باقي أطراف العالم.
كان تقرير "آفاق الاقتصاد" للعام 2020 قدّر أن يبلغ النمو في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى 2.8%، كما أورد "أن الآفاق ضعيفة في عدة اقتصادات بسبب تصاعد التوترات الجغرافية - السياسية" مثلماً في إيران، و"القلاقل الاجتماعية ومنها ما يشهده العراق ولبنان، والصراع الأهلي في ليبيا وسوريا واليمن".
تحدثت المديرة التنفيذية لصندوق النقل ببعض التفصيل عن الأردن ومصر وتونس لدى سؤالها عن هذه الدول، وقالت بشأن الأردن أولاً "إننا نعمل على برنامج لدعم البلد، ونرى التزاماً من الحكومة لمتابعة الإصلاحات ومعالجة أوضاع مالية صعبة، تسببت ضغوطات اللاجئين بزيادتها سوءاً بالإضافة إلى المناخ العام".
إيجابيات مصر
وأعربت كريستالينا جورجيفا عن رضى صندوق النقد عن التقدّم في اقتصاد مصر، وأشارت إلى أن المسؤولين المصريين طبقوا البرنامج الأول بنجاح، وقالت: "شهدنا نموّاً متنامياً، وهذا أمر جيد جداً للبلد! النمو يتصاعد، التضخم يتراجع بشكل ملحوظ والأوضاع النقدية جيدة والبطالة تتراجع".
وقالت برضى كبير "ببساطة، كل ما نريده أن يصعد يصعد، وكل ما نريده أن يتراجع يتراجع"، وشددت جورجيفا على أن تستمر مصر في متابعة عملها لفتح الأسواق أكثر على المنافسة، ولاحظت أن مصر قامت "بعمل صعب في إصلاح قطاع الطاقة ودعمه". واعتبرت أن هذا القطاع أصبح الآن هدفاً للمستثمرين بعدما انخفض الدعم إلى 3%.
أشارت جوجيفا إلى أن تونس أجرت انتخابات ولديها الآن رئيس وزراء مكلّف ولكن ليس لديها حكومة جديدة بعد، وأكدت أن "صندوق النقد الدولي" يريد القيام بدور داعم ومساعد في تونس، خصوصاً أن لدى الصندوق ما مجموعه مليار و300 مليون دولار لصرفها من ضمن البرنامج المتفق عليه مع الحكومة التونسية.
قلق كبير من لبنان
أما بشأن لبنان، فعبّرت المديرة التنفيذية لـ"صندوق النقد الدولي" عن قلق كبير "بسبب الوضع الصعب الذي يجد فيه ذاته"، وأضافت أن "الوضع صعب اقتصادياً، وهو كان صعباً كثيراً سياسياً". وفيما أشارت إلى أن ليس لدى صندوق النقد أي خطوات عملية متفق عليها الآن مع لبنان، كررت "إننا قلقون كثيراً بجد ونشعر بالخطورة بشأن الوضع في لبنان".
عالمياً، اعتبرت المديرة الجديدة لـ"صندوق النقد الدولي" أن الأوضاع العالمية تحسنت منذ شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فالتوترات الناتجة عن "الحرب التجارية" بين الولايات المتحدة والصين تراجعت، كما أن 49 مصرفاً مركزياً حول العالم، قاموا بخفض الفائدة بما مجموعه 71 مرة وبدا العمل بينهم متناسقاً، وأشارت إلى أنه بدون هذا العمل المنسّق لشهد الاقتصاد العالمي ركوداً.
كان من الملاحظ جداً أن "صندوق النقد الدولي" يأخذ مضاعفات وانتشار فيروس كورونا محمل الجدّ وسيكون له مضاعفات خصوصاً على الصين، وقدّرت كريستالينا جورجيفا أن ذلك سيكون له تأثير على الاقتصاد العالمي. وهي اعتبرت أن فيروس كورونا، إلى جانب اندلاع الحرائق في أستراليا والاضطراب في الشرق الأوسط يزيد من نسبة القلق، ودعت واضعي السياسات إلى الامتناع عن زيادة نسبة القلق هذه وإضافة المزيد من النشاط في مواجهة المخاطر.