المصدر / وكالات
استعرض سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسية الاقتراحات المطروحة في موسكو من جانب بعض الأوساط العلمية الأكاديمية للخروج من الأزمة الراهنة في سوريا.
وقال في حديثه الذي نشرته أمس صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس»، إنه يتفق مع ما طرحه البروفسور فيتالي ناعومكين مدير معهد الاستشراق الذي أدار أول مفاوضات سورية - سورية في موسكو، من تقديرات لإيجاد الحلول المناسبة للأزمة والتي قال إنها يمكن أن تتطور في إطار ثلاثة سيناريوهات، وهي: توصل الأطراف إلى حل وسط خلال المفاوضات في جنيف، أو إحراز الجيش السوري انتصارا عسكريا، أو اندلاع حرب كبيرة بمشاركة عدد من الدول الأجنبية.
وفيما قال بأن هناك من يراهن على الحل العسكري للأزمة السورية في حال فشل المفاوضات أو الحيلولة دون انطلاقها، أشار لافروف إلى أن «الدول وأصحاب مثل هذه التوجهات، ينطلقون في ذلك من الكراهية الشخصية تجاه الرئيس بشار الأسد».
وبهذا الصدد أعاد لافروف إلى الأذهان ما سبق وأعلنت عنه موسكو وواشنطن، وأيدتهما في ذلك الدول الأوروبية «حول الإصرار على إدراج عبارة تقول إنه لا حل عسكريا للأزمة السورية بقرار دولي حول سوريا».
وقال إن بعض حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط أعلنوا رفضهم القاطع لهذه الفكرة، مشيرًا إلى «أن سيناريو الرهان على الحل العسكري صار واقعيا». وأضاف أنه تتوارد أنباء وتصريحات تقول بوجود خطط لإرسال قوات برية إلى سوريا. ومضى ليشير إلى «أن السعودية أعلنت أنها لا تستبعد الاعتماد على القوات التابعة للتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب، والذي بادرت إلى تشكيله، في الحرب ضد (داعش).
وأكدت بعض الدول الأخرى أنها مستعدة لدعم هذه الفكرة». أما عن الأنباء التي تواردت حول موافقة بعض الدول على الانضمام إلى هذه المبادرة ومنها البحرين، قال لافروف: «إن أخبارا تواردت خلال زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة إلى روسيا، تقول بمشاركة المنامة في هذه الخطة. لكن الملك ووزير خارجيته خلال وجودهما في روسيا في الثامن من فبراير (شباط) الحالي نفيا هذه الأنباء وأكدا عدم وجود أية خطط حول هذا الشأن لدى المملكة».
وخلص الوزير الروسي في حديثه حول هذا الشأن إلى إعلان اتفاقه مع المستشرق البروفسور ناعومكين حول «أن روسيا في تعاملها مع المسألة السورية، تراهن على الحل التفاوضي فقط».
وتحول لافروف إلى الحديث عن سياسات تركيا تجاه كثير من المسائل المتعلقة بالأزمة السورية ليعرب عن قلق بلاده تجاه ما يتوارد من أخبار حول وجود خطط لدى الأتراك بشأن تغلغلهم داخل الأراضي السورية.
وقال: «إن موسكو قلقة للغاية من أنباء تتلقاها من وسائل الإعلام وعبر قنوات الاتصال المغلقة على حد سواء، حول نية الأتراك أو حتى مباشرتهم في استغلال جزء من الأراضي السورية بذريعة إقامة مخيمات هناك لإسكان النازحين السوريين وعدم السماح لهم بالعبور إلى الأراضي التركية».
وقال: «إنه وحسبما يتوفر لدى روسيا من معلومات، فقد بحث الأتراك مع الأعضاء الآخرين في حلف الناتو خططهم لإقامة (مناطق خالية من داعش) داخل الأراضي السورية». وإذ انتقد لافروف كل هذه الأخبار والتوجهات، قال بأن كل ذلك يعتبر انتهاكا لكل مبادئ القانون الدولي، فضلا عن أنه لن يسفر سوى عن المزيد من التصعيد.
ومع ذلك، فقد أعرب الوزير الروسي عن شكوكه تجاه احتمالات إقدام تركيا على القيام بتدخل عسكري واسع النطاق في الأراضي السورية، موضحًا أنه لا يمكن اعتبار الاستفزازات التركية المحدودة التي ترصدها روسيا عند الحدود السورية، استعدادا لمثل هذا التدخل. وأضاف أنه «لا يتوقع أن يسمح التحالف الدولي الذي يتزعمه الأميركيون والذي تعد تركيا عضوا فيه، بتطبيق مثل هذه الخطط المتهورة»، على حد تعبيره.
وحول العلاقات مع تركيا التي تجنح نحو المزيد من التدهور في أعقاب إسقاط الأتراك للقاذفة الروسية «سو - 24» داخل الأراضي السورية، قال لافروف إن الحادث يعتبر «تصادما مباشرا بين الجيشين الروسي والتركي»، وأكد أن موسكو لم تتلق حتى الآن أي اعتذار من الجانب التركي، الذي يطالب بدوره الروس بالاعتذار عما وصفه لافروف بالانتهاك المزعوم للأجواء التركية.
ومضى ليقول: «إن روسيا أبدت في هذا الوضع الصعب أقصى درجات ضبط النفس، لكنها اتخذت في الوقت نفسه كل الإجراءات الوقائية الضرورية لضمان أمن العسكريين الروس في سوريا»، مشيرًا إلى نشر منظومة «إس - 400» ووسائل أخرى للدفاع الجوي في سوريا، وهي الأسلحة التي قال إنها تضمن الأمن في جزء المجال الجوي السوري الذي يعمل فيه الطيارون الروس بنسبة 100 في المائة.