المصدر / وكالات
انتقادات أميركية لانعدام الاستراتيجية لدى أوباما حيال "داعش" و"المتطرفين"
ضاعف معارضو الرئيس الأميركي باراك أوباما انتقاداتهم بعد اعتداءات باريس بسبب ما يعتبرونه تقصيرا في الاستراتيجية الأميركية حيال تنظيم داعش، فيما يطالب جمهوريون باستنفار من حلف شمال الأطلسي ونشر قوات في سوريا.
وأصبحت اعتداءات باريس التي أعلن التنظيم المتطرف مسؤوليته عنها منذ الجمعة الموضوع الرئيسي للنقاش للحملة الرئاسية الأميركية، قبل أقل من ثلاثة أشهر من الانتخابات التمهيدية المبكرة لانتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2016.
ويرى المحافظون الذين ينتقدون سياسة أوباما الخارجية في جميع الملفات من روسيا الى إيران والشرق الأوسط، أن الهجمات تؤكد صحة انتقاداتهم لغياب الاستراتيجية ضد من يعتبرونه التهديد الرئيسي للأمن القومي، أي الاسلام المتشدد. وشكلت مقابلة تلفزيونية مع أوباما دليلا على اتهامهاتهم.
وقال أوباما في المقابلة المسجلة الخميس وبثتها قناة اي بي سي الجمعة قبل الهجمات إن تنظيم داعش "لا يزداد قوة". ولأضاف ان التنظيم "لا يتوسع ميدانيا في العراق. كما لأنه يتأرجح في سوريا، لكن ليس هناك تقدم منتظم على الأرض"، مشيدا بأنه تمكن من "كبح" تقدم التنظيم. وكان الرئيس الأميركي يحلل المواقع الجغرافية في سوريا والعراق، لكن الجمهوريين استغلوا الصيغة للتنديد بسذاجة مفترضة للرئيس الذي كان فعلا أشار الى أتباع التنظيم المتطرف بأنهم "هواة" في كانون الثاني/يناير عام 2014.
ورد الجمهوري ريتشارد بور، رئيس لجنة الاستخبارات القوية في مجلس الشيوخ قائلا إن "أميركا تحققت خلال 24 ساعة من أن التهديد لم يتم القضاء عليه". حتى أن الديمقراطية هيلاري كلينتون التي تدعم أوباما وكانت وزيرة للخارجية (2009-2013)، قالت خلال نقاش السبت إن التنظيم الجهادي "لا يمكن كبحه. يجب هزمه".
تدخل برّي أمريكي أم شمال أطلسي؟
ويقول الجمهوريون انه وعلاوة على اعتداءات باريس فإن القنبلة التي أسقطت طائرة روسية في سيناء المصرية أمور تعكس لتنظيم المتطرف من معقله السوري. وهم أيضا ودون أن يقدموا أي بديل ينتقدون أوباما لخلطه بين التكتيك والاستراتيجية في الشرق الأوسط لمواجهة هذا التهديد المتزايد من شمال أفريقيا الى باكستان. ودعا بور إلى تعزيز الوجود العسكري الأميركي في سوريا والعراق قائلا إن " 3500 أميركيا يلعبون دورا استشاريا ليس كافيا".
من جهته، يقترح المرشح الجمهوري الى البيت الابيض ليندسي غراهام، وهو من صقور التدخل، إرسال عشرة آلاف جندي الى سوريا. ولا يذهب منافسوه الى هذا الحد، لكن جيب بوش الذي اجتاح شقيقه ووالده الرئيسيان الأسبقان العراق، كرر مطالبته إقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا لحماية السكان ومساعدة الجيش السوري الحر.
بدوره، لا يتوان ماركو روبيو، المركز الثالث بين المرشحين الجمهوريين في الحديث عن صراع الحضارات وأعلن لقناة اي بي سي "اما أن يفوزوا او ننتصر". ويقترح السناتور الشاب إرسال مزيد من القوات الخاصة الى سوريا لإلحاق "هزيمة مذلة" بقادة التنظيم المتطرف وشن عمليات مصورة "لإظهار انهم يقهرون". وأضاف "أنهم يستخدمون الدعاية لتجنيد مقاتلين وجهات مانحة في جميع انحاء العالم. إنهم يقدمون أنفسهم كقوة لا تقهر، علينا كسر هذا".
ودعا المرشحون بوش وروبيو وغراهام وحاكم اوهايو جون كاسيتش الأحد فرنسا الى استحضار المادة الخامسة من معاهدة حلف شمال الاطلسي حول التضامن بين دول الحلف في حالة هجوم مسلح. كما شددوا على الحاجة الملحة لانخراط أكبر من جانب الدول العربية السنية في المنطقة. كما تريد الغالبية إغلاق الباب تماما أمام اللاجئين السوريين من أجل منع تسلل محتمل للجهاديين، مكررين خلطا بين الأمرين تستنكره المستشارة الالمانية انغيلا ميركل.