المصدر / وكالات - هيا
كتب الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي، نيوت غينغريتش، مقالاً، نشره موقع Fox News، أكد فيه أن الرئيس دونالد ترمب يرمز إلى القوة الأميركية.
وقال غينغريتش، مؤلف الكتب الأكثر مبيعاً التي تحمل عناوين "Understanding Trump" و"America’s Trump"، إن هناك فرقا شاسعا بين نهج السياسة الخارجية، التي يتبعها الديمقراطيون، وبين سياسات ترمب، ويتجسد هذا الفارق بوضوح تام في نص رسالة بريد إلكتروني أرسلت مؤخراً من حملة جمع التبرعات لصالح نائب الرئيس السابق جو بايدن.
وكتب بايدن: "هل شاهدت شريط فيديو لأصدقائنا وحلفائنا في لندن هذا الأسبوع؟ كان قادة العالم يضحكون على رئيس الولايات المتحدة، بعد أن أحرج نفسه مرة أخرى وشوه سمعة الولايات المتحدة في اجتماع قمة لقادة العالم".
كما تابع غينغريتش: "تتجلى رغبة الديمقراطيين المحمومة في أن يكونوا محبوبين من جانب الأجانب عبر كامل سطور رسالة البريد الإلكتروني. في الواقع، يعد بايدن بأن يكون لديه سياسات من شأنها أن تدفع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الإعجاب به".
وبحسب غينغريتش، "يتمتع ماكرون بطبيعة الحال، الذي أطلق مؤخراً على الناتو وصف "ميت دماغياً"، بحوالي نصف معدل التأييد للرئيس ترمب، كما يتواجد مئات الآلاف من الرجال والنساء الفرنسيين في الشوارع في نهاية هذا الأسبوع احتجاجاً على سياساته".
إلى ذلك أضاف: "يستاء ماكرون والمستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، (التي ينهار تحالفها وربما يفقد السلطة)، والعديد من القادة الأوروبيين الآخرين من الرئيس ترمب لـ3 أسباب عميقة:
- أولاً: يمثل ترمب أكثر من أي رئيس منذ عهد رونالد ريغان، القيم والمصالح الأميركية. ويتوقع الرئيس ترمب أن يجادل القادة الآخرون ويدخلون في نقاشات من أجل مصالح بلادهم وهو بالتأكيد يبذل قصارى جهده في الدفاع عن المصالح الأميركية.
ثانياً: يزداد اقتصاد ترمب قوة بينما الاقتصادات الأوروبية في حالة سيئة. وفي اليوم التالي لإرسال حملة بايدن بريدها الإلكتروني، ذكرت وزارة العمل الأميركية أن الولايات المتحدة أضافت 260000 وظيفة جديدة في نوفمبر بما يتخطى توقعات خبراء الاقتصاد بحوالي 80000 وظيفة جديدة. وفي حين تعاني بلدان أخرى من بطالة مرتفعة ونمو منخفض، فإن اقتصاد ترمب يحقق نمواً مطرداً، وزيادة هائلة في إنتاج النفط والغاز وأدنى مستويات البطالة خلال نصف قرن. وتعد الغيرة عاملاً مهماً في رد فعل القادة الأجانب تجاه الرئيس ترمب.
ثالثاً: مع امتلاك أكبر اقتصاد في العالم، تنفق الولايات المتحدة على الدفاع كنسبة مئوية من اقتصادها أكثر من ألمانيا، ثاني أكبر اقتصاد في الناتو. ويدرك الجميع أن الجيش الأميركي أقوى من بقية جيوش حلف الناتو مجتمعة. وتؤدي هذه الحقائق إلى الغيرة أكثر من الاحترام".
كما أشار إلى أنه "في هذا السياق، فإن القصة التي لم يتم روايتها هي مدى نجاح الرئيس ترمب في حث أعضاء الناتو على زيادة إنفاقهم الدفاعي. ويمكن ملاحظة قدر هذا الإنجاز الكبير من خلال حقيقة أن الرئيسين جورج دبليو بوش وباراك أوباما حاولا حث أعضاء الناتو على زيادة إنفاقهم الدفاعي ولكنهما فشلا فيما نجح فيه ترمب".
قوة تأثير ترمب على الناتو
ويستطرد غينغريتش محدثاً للقراء بأنهم لا ينبغي عليهم الاكتفاء برأيه فقط فيما يتعلق بمدى تأثير ترمب على الناتو، وإنما يمكنهم أيضاً قراءة ما قاله الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ (النرويجي الجنسية)، بشأن التأثير الأميركي في مؤتمر صحافي مشترك مع ترمب: "اسمحوا لي أن أشكركم (الرئيس ترمب) على القيادة التي أظهرتها بشأن مسألة الإنفاق الدفاعي لأنه من المهم للغاية أن نساهم جميعاً بشكل أكبر تجاه أمننا المشترك، وأن لهذا التأثير مردودا حقيقيا حيث إنه كما ذكرتم (ترمب) "إن الحلفاء ينفقون الآن أكثر على الدفاع". لذلك فإننا (الناتو) نرى بعض المال الحقيقي وبعض النتائج الحقيقية. ونحن نرى أيضاً أن الرسالة الواضحة من الرئيس دونالد ترمب لها تأثير".
وأضاف ستولتنبرغ: "الحقيقة هي أن الحلفاء آخذون في التحرك والاستجابة لأنه على أقل تقدير، وحسبما قام الرئيس ترمب بتوصيل الرسالة واضحة، هناك احتياج إلى تقاسم عادل للأعباء"، موضحاً: "إننا نقوم بتحديث هذا التحالف لمواكبة التحديات الجديدة في الفضاء الإلكتروني والفضاء الخارجي. وسيتم إعلان الفضاء الخارجي كمجال نشاط تشغيلي جديد لحلف الناتو، الأمر الذي لم يكن متاحاً لدينا من قبل".
ولفت غينغريتش: "لتوضيح الأمر، قفز الإنفاق الدفاعي لحلف الناتو أكثر من 100 مليار دولار سنوياً من عام 2016 إلى عام 2019. وتشير التوقعات إلى أنه على مدى السنوات القليلة المقبلة، ستؤدي جهود الرئيس ترمب إلى جمع نصف تريليون دولار إضافي في الإنفاق الدفاعي من جانب أعضاء الناتو. إنها زيادة في القوة وتمثل مؤشراً قوياً للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وأي معتدين محتملين آخرين".
وذكر غينغريتش أن "بايدن يحتاج إلى إعادة التفكير في مضمون رسالته عبر البريد الإلكتروني لجمع التبرعات".
وقال: "يمثل بايدن بإخلاص تام رغبة اليسار في الوصول إلى أميركا ضعيفة، يحظى بحب الأجانب بينما يفشل في تمثيل بلده. ويرمز بايدن إلى الضعف العسكري بدلاً من الإصرار على القوة وعلى إلزام باقي الدول الأخرى، كما لو أن الدليل على مدى نجاح رئاسة بايدن سيقاس بعدد من يحبونه من القادة الأجانب. أما الرئيس ترمب، فهو يمثل اقتصاداً أميركياً قوياً، وجيشاً أميركياً قوياً، وحلفاء يلبون التزاماتهم وقادة أجانب تعتبر أفعالهم أكثر أهمية بكثير من آرائهم".