المصدر / وكالات
فجَّر أستاذ جامعي بريطاني وباحث كبير في علوم الفلك والمناخ مفاجأة عندما أعلن أن سراً ما سوف ينكشف بعد ثلاث سنوات من الآن، حيث من المفترض أن يؤدي ذلك السر إلى تأكيد أو نفي المزاعم الأمريكية بالوصول إلى القمر قبل عدة عقود ورفع علم الولايات المتحدة على سطحه.
وتتحدث الكثير من النظريات عن أن المزاعم الأمريكية بالهبوط على سطح القمر في ستينيات القرن الماضي لم تكن سوى «خدعة متقنة» انطلت على العالم بأكمله، وأن السبب وراءها كان السباق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي في ذلك الحين، فيما يقول أصحاب هذه النظريات أن الأمريكيين استخدموا أحدث التقنيات الهوليودية في إنتاج الصور الذي يجري تداولها لرفع العلم الأمريكي على سطح القمر، وهو ما يمكن أن يكون «خديعة كبرى» تعرض لها البشر.
وتوصل الدكتور ديفيد روبرت جريمز، الباحث في جامعة أوكسفورد البريطانية إلى معادلة تتعلق بالتغير المناخي يقول إنها ستكشف إن كانت الولايات المتحدة خدعت العالم أم لا عندما ادعت أن رواد الفضاء التابعين لوكالتها «ناسا» قد حطت أقدامهم على سطح القمر، على أن النفي أو التأكيد سيتضح بعد ثلاث سنوات من الآن، حسب عالم الفلك البريطاني غريمز.
وتقوم النظرية التي وضعها العالم في «أكسفورد» ونشرتها جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت «القدس العربي» على مضمونها، إنها تقوم على مجموعة من الحسابات التي تتعلق بعدد المشاركين في المؤامرة المحتملة، والمدد الزمنية التي تلت ذلك، وأعمارهم وأوقات وفاة كل واحد منهم، للوصول في النهاية إلى معرفة إن كان الهبوط الأمريكي على سطح القمر كان حقيقة أم مجرد «خدعة مفبركة ومتقنة».
ودرس غريمز أربع نظريات مختلفة تتحدث عن وجود مؤامرة تتعلق بادعاء الولايات المتحدة الهبوط على سطح القمر، كما استفاد من التسريبات التي كشفها الموظف السابق لدى وكالة الأمن القومي الأمريكي إدوارد سنودين، وخلص إلى أن 411 ألف شخص قد يكونون على صلة بالخدعة المفترضة أو لديهم علم بها.
وقام الأستاذ الجامعي البريطاني بدراسة أربع فرضيات إحداها تتعلق بالهبوط على سطح القمر، والأخرى تتعلق بالتغير المناخي، والثالثة تتعلق باكتشافات السرطان التي تزعم الولايات المتحدة التوصل لها، إضافة إلى نظرية رابعة حول التلقيح، ودرس أعداد الأشخاص الذين يُفترض أن يكونوا على صلة بذلك أو على علم بحقيقة هذه النظريات، كالعاملين في وكالة «ناسا» والعاملين في البيت الأبيض والإدارة الأمريكية، وغير ذلك من المؤسسات، لينتهي إلى خلاصة مفادها أن مئات الآلاف من الأشخاص يُفترض أن يكون لديهم علم بحقيقة الادعاءات الأمريكية، وبالتالي فانه قدر أن الحقيقة ستكون قد انكشفت خلال فترة تتراوح بين ثلاث إلى أربع سنوات فقط من الآن.
وكانت أول مركبة من صُنع الإنسان وصلت إلى سطح القمر هي المركبة الفضائية (لونا 2) التابعة للاتحاد السوفييتي، وكان ذلك في 13 أيلول/سبتمبر 1959.
أما أول بعثة مأهولة تهبط على سطح القمر، أي أول هبوط بشري هناك، فكان من نصيب الولايات المتحدة، وتحديداً المركبة (أبولو 11) التي تقول واشنطن إنها هبطت على سطح القمر في 20 تموز/يوليو 1969.
وكانت هناك ست حالات هبوط مأهول نفذتها الولايات المتحدة (بين عامي 1969 و1972) والعديد من حالات الهبوط غير المأهول، على الرغم من أنه لم تحدث أي حالة هبوط سهل منذ العام 1976.
ويقول أصحاب نظرية المؤامرة أن بعض أو كل عناصر برنامج (أبولو 11) الذي يرتبط بالهبوط على سطح القمر كانت خدعة وقد قامت بها وكالة «ناسا» بالتعاون مع منظمات أخرى. وظهرت هذه النظرية بعد اتمام الرحلة وتحديداً في عام 1970، حيث ظهرت العديد من التحليلات العلمية أو المبنية على نظرية المؤامرة التي تشكك في صحة هذه الرحلة بقولها إن الإنسان بالفعل لم يهبط على القمر وقتها. وإن الصور والفيديوهات تم إنتاجها في استديوهات أرضية.
أما أبرز المزاعم فتقول إن عمليات الإنزال المأهولة الست بين العام 1969 والعام 1972 كانت كلها مزورة، وأن رواد (أبولو) الإثني عشر لم يسيروا أو يتجولوا في الواقع على القمر.
ومنذ منتصف سبعينيات القرن الماضي، اعتبرت الجماعات المختلفة والأفراد أن ما قامت به «ناسا» ليس سوى ادعاءات ومجرد مؤامرة، كما يدعي أصحاب نظرية المؤامرة أن وكالة «ناسا» وغيرها ضللوا الجمهور بالاعتقاد بحدوث الهبوط، من خلال التزييف، والعبث، أو إتلاف وتدمير الأدلة بما في ذلك بيانات القياس والصور والأشرطة الصوتية والمرئية وبيانات الإرسال، وعينات الصخور القمرية، وحتى بعض الشهود الرئيسيين.
وكانت استطلاعات الرأي التي أجريت في أعقاب الهبوط الأمريكي على القمر قد أظهرت أن 20 في المئة من الشعب الأمريكي لا يزال يؤمن بأن وصول الإنسان إلى القمر أكذوبة كبيرة، بينما وصلت النسبة إلى 28 في المئة عند الشعب الروسي.
وفي عام 2001 قامت شركة «فوكس» بإنتاج فيلم وثائقي تحت عنوان: (نظرية المؤامرة: هل هبطنا علي القمر فعلا؟) تحدث فيه علماء أمريكيون من مجالات مختلفة كما ضم متحدثاً واحداً من وكالة «ناسا» لإضفاء الموضوعية على الفيلم، حيث تبين بأن بعض العلماء الأمريكيين على قناعة تامة بأن ما حدث في عام 1969 مجرد فيلم أمريكي باهظ التكاليف أنتج وأخرج برعاية وكالة «ناسا» التي كانت تهدف من ورائه إلى إقناع الإتحاد السوفييتي بتفوق الولايات المتحدة في مجال الفضاء، مما يتيح لها التفوق العسكري في حال حدوث حرب بين الدولتين.
ورغم كثرة التحليلات بين الطرفين إلا أن بعض الآراء المحايدة رجحت أن تكون رحلة (أبولو 11) قامت بالفعل وعلى متنها رواد فضاء، ولكنها لم تستطع أن تصل إلى القمر لكونه أمر يتطلب تقنيات وإمكانيات نادرة تكاد تكون شبه مستحيلة علمياً، مما دفع «ناسا» لإنتاج فيلم تخيلي وصور مصطنعة للرحلة حتى تستطيع تحقيق الريادة للولايات المتحدة في سبق الفضاء مع الإتحاد السوفييتي.