المصدر / وكالات - هيا
"يد الغدر والبطش تعيث في دماء الشعب وتقتل وتسحل وتحرق منطقة الاعتصام". هكذا وصف تجمع المهنيين السودانيين إقدام قوات المجلس العسكري على فض اعتصام القيادة العامة، مما خلّف قتلى وجرحى.
ولم يقتصر استخدام كلمة الغدر على بيان تجمع المهنيين، بل تكرر في أكثر من منبر وعلى لسان أكثر من طرف، وتداوله الناشطون على مواقع التواصل.
في هذا السياق، قالت قوى الحرية والتغيير إن المجلس العسكري الانتقالي "لم ينتظر كثيرا على وعوده الكذابة، وكشف عن وجهه الحقيقي وهو يغدر فجر اليوم بالآلاف من المعتصمات والمعتصمين من بنات وأبناء شعبنا الثوار بمحيط القيادة العامة للجيش".
وفي الوقت الذي تشتعل فيه النيران على الميدان بمكان اعتصام القيادة العامة ومحيطها بالعاصمة الخرطوم، تشتعل نيران الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي.
غدر الثورة
ونشر الناشطون على فيسبوك وتويتر تدوينات وتغريدات تحمّل المجلس العسكري المسؤولية، وتعتبر أنه غدر بالسودان وثورته، وفي هذا السياق يقول أحدهم "فليشهد التاريخ أن أول من غدر بالسودان في ثورته كان جيشه".
أما الكاتب والأستاذ الجامعي محمد مختار الشنقيطي فقد قال تعليقا على الموضوع إن المجلس العسكري في السودان يبدأ عملية غدر دموية بالثورة، معتبرا أن هذه الأمر متوقع عقب زيارة قياداته لما أسماها عواصم الثورة المضادة.
ودعا الشنقيطي الشعب السوداني إلى استكمال ثورته بالعصيان المدني الشامل واستمالة العناصر الوطنية الشريفة من جيشه.
في هذه الأثناء، رأى عدد من الناشطين أن ما يحدث في السودان إعادة لما حدث في مصر خلال فض اعتصام رابعة المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي، في 14 أغسطس/آب 2013، حيث اقتحمت آليات الجيش العسكرية ومدرعات الشرطة الميدان من جميع مداخله، وأمطر قناصة الأمن المتظاهرين بالرصاص، وأطبقوا الخناق على المعتصمين.
وفي هذا السياق يقول أحد المغردين إن المشاهد الآتية من السودان جعلت في حلقه غصة وجعلته يتذكر فضّ اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. وقال مغرد آخر "ما أشبه اليوم بالبارحة تكرار لمجزرة رابعة".
وعبر وسوم (هاشتاغات) مختلفة بعضها قديم مثل وسم "اعتصام القيادة العامة" وآخر جديد عقب فض الاعتصام مثل "مجزرة القيادة العامة"، و"رابعة السودان" و"تسقط تالت" وغيرها تداول الناشطون صورا وفيديوهات وثّقت لحظات فض الاعتصام صباح اليوم وأخرى من المستشفيات حيث يتم علاج الجرحى.
كدبوا علينا وصدقناهم
يشار إلى أن لجنة أطباء السودان المركزية أعلنت مقتل خمسة أشخاص وسقوط عدد كبير من الجرحى أثناء فض الاعتصام. وناشدت اللجنة الكوادر الطبية التوجه إلى ستة مستشفيات قرب ميدان الاعتصام.