المصدر / وكالات - هيا
كشفت وزارة الدفاع الأميركية في تقييمها الأخير الذي تناول الأوضاع في أفغانستان، عن تقارب كبير بين إيران وحركة طالبان بمقابل ابتعاد الأخيرة عن تنظيم القاعدة.
وبحسب البنتاغون، فإن العلاقة الاستراتيجية بين طالبان والقاعدة لم تعد قائمة، وان الدعم الذي يحصل عليه التنظيم في الوقت الحالي من الحركة يأتي عبر مسؤولين من المستوى المتوسط أو الأدنى، وبالتالي يغيب التنسيق مع قادة طالبان الذين يمسكون بزمام الامور.
تراجع العلاقة بين طالبان والقاعدة
التقييم الذي يشمل الفترة الممتدة من الأول من يونيو 2018 حتى نهاية شهر نوفمبر، يتحدث عن سعي طالبان للحفاظ على مسافة من تنظيم القاعدة الذي تراجع تهديده للمصالح الأميركية، بحسب البنتاغون.
ولكن تقييم وزارة الدفاع الأميركية تتعارض مع تقرير صدر عن الأمم المتحدة في شهر أغسطس 2018، والذي أشار "إلى ان العلاقة بين القاعدة وطالبان "لا تزال قوية" بعد سبعة عشر عاما من إعلان الولايات المتحدة الحرب على التنظيم المسؤول عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
استراتيجية متعددة المسارات
ويتناول التقييم الدور الذي تحاول إيران لعبه في افغانستان، ولهذه الغاية تستخدم استراتيجية متعددة المسارات، فهي تسعى الى قيام حكومة افغانية مستقرة تتجاوب مع أهدافها، وتحاول تنمية العلاقة معها وتوسيع التعاون التجاري وتعزيز الاستثمارات الاقتصادية وتذليل المخاوف الإيرانية.
تدعم الطرفين
على الضفة المقابلة تزود إيران طالبان بدعم عسكري يشمل الأسلحة والمتفجرات، بالإضافة الى الدعم السياسي لمواجهة القوات الأميركية والناتو، وتنظيم داعش-خراسان، وبالتوازي مع دعم الخصمين اللدودين تعمل إيران على تقديم نفسها بمظهر الوسيط في عملية السلام.
لا غالب ولا مغلوب
مساعدات إيران لطالبان ارتبطت تاريخيا بمعايير محددة، فقد ارادات ان تحافظ الحركة على نفوذها دون ان تمكنها في نفس الوقت من تهديد حكومة كابول، وبالتالي العودة الى السلطة، ويتولى فيلق القدس مهمة إيصال المساعدات المطلوبة الى طالبان في أفغانستان، كما ان طهران توفر التمويل المالي للمرشحين السياسيين في أفغانستان من أجل كسب النفوذ.
رشاوى لتعزيز المصالح
وينقل التقرير عن مسؤولين امنيين وأعضاء في البرلمان قولهم، "إن إيران تقدم الرشوة من اجل تعزيز مصالحها" ويبرز النفوذ الإيراني في افغانستان بشكل كبير في غرب ووسط وشمال البلاد، حيث يتشارك السكان المحليون في تلك المناطق التاريخ المشترك والثقافة والدين واللغة مع طهران.
تجدر الإشارة إلى أن وفدًا من حركة طالبان الأفغانية زار طهران نهاية العام الفائت، وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن وفد طالبان زار طهران، لإجراء مفاوضات حول عملية السلام في أفغانستان مع مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية عباس عراقجي، مجددا التأكيد على أن انخراط طهران في مساعي السلام في أفغانستان يتم بعلم حكومة كابول.