المصدر / القاهرة:غربة نيوز
في الوقت الذي يستعد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لحفل نهاية كأس العالم المنعقد ببلاده حاليا، يجهز أيضا لقمته التاريخية غدا، مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، المقرر عقدها في العاصمة الفنلندية هلسنكي، التي ستجرى وسط إجراءات أمنية مكثفة.
وشددت السلطات في فنلندا من إجراءاتها الأمنية استعدادا للقمة التاريخية، المقرر عقدها فى العاصمة هلسنكي، غدا الاثنين، حيث طبقت إجراءات المراقبة والتفتيش على حدودها، واتخاذ الاجراءات الاحترازية في حال خروج مظاهرات بالتزامن مع القمة.
ورغم الاستعدادات المكثفة للقمة، إلا أنه هيئة محلفين اتحادية أمريكية كبرى وجهت، أمس، اتهامات إلى 12 ضابطا في المخابرات الروسية فيما يتعلق باختراق شبكات كمبيوتر للحزب الديمقراطي في 2016 في أكثر اتهام تفصيلا ومباشرة من الولايات المتحدة لموسكو بالتدخل في الانتخابات الرئاسية لمساعدة الجمهوري دونالد ترامب، حيث تضمنت لائحة الاتهام، تنفيذ عملية اختراق معقدة ونشر وثائق على مراحل محسوبة، وأن ضباطا من جهاز المخابرات العسكرية الروسي راقبوا سرا أجهزة الكمبيوتر التابعة للجان حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون وسرقوا كميات ضخمة من البيانات، وفقا لموقع "سكاي نيوز".
بينما أوردت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن قمة هلسنكي تأتي في وقت أدت فيه سياسة ترامب إلى نفور عدد من حلفاء واشنطن من البيت الأبيض واتجاههم إلى الكرملين بحثا عن الحلول، مشيرة إلى أن عددا من القادة والمسؤولين قصدوا مؤخرا موسكو حتى يناقشوا قضايا تهم الشرق الأوسط، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال مثلا إنه حريص على الحديث مع بوتن بشكل مباشر دون وسطاء، أما المستشار السياسي لمرشد إيران، علي أكبر ولايتي، فزار روسيا أيضا والتقى رئيسها قبل القمة.
وتابعت أن اللقاءات الأخيرة في موسكو بحثت أزمة سوريا التي تشهد تطورات ميدانية ترجح كفة النظام في ظل انشغال إسرائيلي بتطويق وجود ميليشيات إيران الذي كان من عوامل بقاء بشار الأسد في السلطة، مرجحة عدم مناقشة الملف السوري، خلال "قمة هلسنكي"، كون الإدارة الأميركية الجديدة لا تعتبر الأزمة من أولوياتها، واعتقادها بتفوق روسيا فيه.
وتوقعت أنه من الممكن أن تشهد القمة قرارا في هذا الاتجاه فتسحب واشنطن 2200 من جنودها، لافتة إلى أنه في حال إعلان ذلك، فإنها ستعتبر تكون هدية لإيران الحليفة للرئيس السوري بشار الأسد.
ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن عواصم أوروبية تخشيى أن تشهد قمة ترامب وبوتين اعترافا من الرئيس الأميركي بضم روسيا لشبه جزيرة القرم وهو ما سيساعد على رفع العقوبات المفروضة على موسكو، لكن ترامب وقع بيانا للناتو أكد مؤخرا أنه لن يعترف بالوجود "غير الشرعي للروس" في المنطقة.
وذكرت مصادر إعلامية في وقت سابق أن ترامب وبوتن سيبحثان تمديد المعاهدة النووية "نيو ستارت" التي تنتهي في العام 2021، وكانت قد وقعت في العام 1991 لأجل عمل موسكو وواشنطن على الحد من الأسلحة النووية والهجومية.
فيما نقلت وكالة "بلومبرج"، الأمريكية، عن نائب الرئيس الأمريكي، تأكيده أن ترامب يسعى لمناقشة مجموعة واسعة من القضايا التي يتعين معالجتها، أبرزها العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة وروسيا ودول أخرى في العالم، وتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، والإجراءات الروسية في أوكرانيا وسوريا وغيرها من القضايا الهامة والحساسة.
كما ذكر موقع "سكاي نيوز" أن القمة تأتي وسط توتر كبير في العلاقات بين واشنطن وأعضاء في الناتو، على إثر استياء ترامب مما يعتبره تقصيرا من الحلفاء في المساهمة المالية أما بريطانيا التي تستعد لمغادرة الاتحاد الأوروبي وكانت تتوقع بديلا أميركيا يقف بجانبها فلم تسلم بدورها من انتقادات ترامب الذي هاجم رئيسة الوزراء تيريزا ماي قبل لقائه بها.
وأضاف أن القمة تعتبر فرصة ليبحث البلدان القويان خفض أسباب التوتر بينهما، تفاديا لأي تطور قد يضر بالأمن والسلام العالميين.
بينما أشار أيضا إلى أنه من الممكن أن يعكر صفو اللقاء المرتقب، مناقشة ملف الاتهامات الروسية للولايات المتحدة الأمريكية بدعم الإرهابيين في سوريا، خاصة أن واشنطن ترفض تلك الاتهامات، وترى أن روسيا تروج ذلك من أجل الدفاع عن النظام السوري.