المصدر / القاهرة:غربة نيوز
أجلى الهلال الأحمر العربي السوري باكستانياً مسنا مع زوجته من الغوطة الشرقية المحاصرة، وفق ما أفاد مصدر في المنظمة، اليوم الخميس، ليكونا أول مدنيين يتم نقلهما إلى دمشق منذ بدء الهدنة الروسية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مصدر إعلامي في الهلال الأحمر السوري فى دمشق K تم بعد ظهر الأربعاء إخلاء زوجين باكستانيين مسنين من الغوطة الشرقية"، وأضاف "يندرج ذلك في إطار واجبنا الإنساني ومهمتنا لم تنته عند هذا الحد" من دون إعطاء أى تفاصيل أخرى.
ويقيم الباكستاني محمد فضل أكرم (73 عاماً) منذ العام 1974 في سوريا، وفق ما أوضح لفرانس برس الأربعاء في مركز للهلال الأحمر السوري في مدينة دوما، قبيل إجلائه مع زوجته الباكستانية صغران بى بى.
وقال الرجل الذي كان راعياً للخراف بصوت متقطع "أوصاني أبى قبل وفاته يا ابني لا تذهب إلى الشام لأن لا أمان هناك هنا نحن فوق رأسك ونرعاك" مضيفاً "كسرت كلمة أبى وجئت إلى هنا، ماذا أفعل؟ هذا ما كتبه الله لنا".
وتعرضت منطقة الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق لقصف عنيف منذ 18 فبراير، أودى بحياة أكثر من 600 مدني. وأعلنت روسيا غداة تبنى مجلس الأمن الدولى السبت قراراً يطالب بوقف شامل لإطلاق النار في سوريا "من دون تأخير"، هدنة "إنسانية" يومية لخمس ساعات.
ويُفتح خلال الهدنة التي بدأ تطبيقها الثلاثاء "ممر انسانى" عند معبر الوافدين الواقع شمال شرق مدينة دوما، لخروج المدنيين. إلا أنه لم يسجل خروج أي مدنيين باستثناء الزوجين الباكستانيين، وقال مدير المرصد رامى عبد الرحمن لفرانس برس "إنها عملية الإجلاء الوحيدة التي تمت الأربعاء".
وأوضح أنها لم تتم بموجب الهدنة الروسية بل "بناء على مفاوضات تجرى منذ أشهر طويلة تولتها السفارة الباكستانية"، وأورد القيادي فى جيش الإسلام، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، محمد علوش فى تغريدة على تويتر "تم إخراج عائلة باكستانية مكونة من رجل وزوجته".
وترك أكرم خلفه فى الغوطة ابنين وثلاث بنات و12 حفيداً، وقال وهو بالكاد يتمالك نفسه "أتمنى أن يحفظهم الله وأراهم على خير. لا أريد أى شئ آخر".
وأوضح أنه حاول أن يصطحبهم معه من دون أن ينجح. وشرح "لم تعطنا الدولة (السورية) مجالاً، ليس مسموحاً. تكلمنا مع السفارة، وقالوا لي تخرج مع زوجتك فقط من هنا لأن أولادك ولدوا هنا وزوجاتهم كذلك".
وتستضيف سوريا التى شُرّد وهُجّر أكثر من نصف سكانها داخل البلاد وخارجها منذ بدء النزاع فى العام 2011، نحو 55 الف لاجئ، وفق مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في سوريا.
ويتوزع هؤلاء بين 31 ألف عراقي، بينهم من فرّ من المعارك مع تنظيم داعش خلال السنوات الأخيرة، و1500 لاجئ أفغاني و1500 لاجئ سوداني وصومالي، بالإضافة إلى آلاف اللاجئين من جنسيات أخرى، ويعتاش معظمهم من مساعدات تقدمها المفوضية أو من أموال يجنونها جراء ممارستهم بعض الأعمال البسيطة.