المصدر / وكالات
صور لما يبدو أنه "واحة" عسكرية تبنيها إيران بسوريا، ظهرت لأول مرة أمس كدليل مرفق بمعلومات تشير إلى أن البناء يجري في موقع يستخدمه جيش النظام السوري في بادية خارج مشاع مدينة "الكسوة" البعيدة في ريف دمشق بأقصى جنوب سوريا 14 كيلومتراً عن عاصمتها، وأكثر من 50 عن الجولان المحتل "حيث تحاول إيران تثبيت نفسها عسكرياً هناك، لكننا لن نسمح لها بذلك" وفق ما قاله رئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، لوزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، حين زار القدس المحتلة في أكتوبر الماضي.
مرائب للعربات وسكن للجنود
الصور التي التقطها قمر اصطناعي تقوم بتشغيله مؤسسة DigitalGlobe الملبية من مقرها بنيويورك "طلبيات فضائية" لزبائنها، أوصتها عليها محطة BBC ونشرتها بموقعها الذي زارته "العربية.نت" أمس، وفيه شرح من الإذاعة البريطانية، يذكر أن ما التقطه القمر هو 3 صور هذا العام، أولها في يناير الماضي، وهي أدناه.
المحاطة بالأصفر، مبان جديدة، كأنها مرائب للعربات والمركبات، تقابلها مبان بيضاء، ربما لسكن الجنود
تظهر في الصورة سلسلة أبنية عريضة بارتفاع قليل، كأنها "مخصصة للعربات ولسكن الجنود" وبمقارنتها مع ثانية تم التقاطها في مايو الماضي، يتبين أن مباني ومنشآت جديدة ظهرت في الموقع "الذي يصعب معرفة الهدف منه تماماً، كما يصعب التأكد من الحضور العسكري الإيراني فيه" طبقاً لما ذكرته "بي بي سي" في تقريرها التحليلي للصور.
خط "لوجستي" من المدد لحزب الله
في التقرير أيضاً، أن "مسؤولاً من بلد غربي آخر" في إشارة إلى أنه ليس من بريطانيا، أخبرها أن الشهية على حضور طويل الأمد في سوريا "لن يكون مخالفاً للمنطق بالنسبة لإيران" التي اتهمها خصومها في مناسبات عدة، اطلعت "العربية.نت" على أخبارها الأرشيفية مفرقة، بأنها لا تسعى فقط إلى إنشاء قوس من النفوذ، بل أيضاً إلى خط "لوجستي" من المدد إلى حزب الله بلبنان.
بعد أكثر من 3 أشهر، ظهر ما يشير إلى تحديث مبان موجودة، إضافة إلى أخرى جديدة
ويعترف التقرير أن الصور "تخلو من أي إشارة إلى وجود سلاح غير تقليدي، وهذا يعني أن ما فيها هو مساكن للجنود ومرائب للعربات" في حين عبّر مصدر، لم تذكر BBC هويته، عن اعتقاده بأن عسكريين إيرانيين كباراً "ربما قاموا قبل أسابيع بزيارة المنشآت" التي أوضح تحليل مستقل لصورها، أن طبيعتها عسكرية، بسبب وجود مرائب، يسع كل منها 6 إلى 8 عربات، وأن مباني جديدة تم رفعها في الأشهر الستة الأخيرة، وأخرى موجودة تم تحديثها. كما لا شيء يشير في الصور إلى أن أحد المباني مأهول حالياً أو يتم استخدامه.
لا مدرج للطائرات يجري بناؤه ولا حماية ظاهرة للعيان
ونجد بصورة ثالثة، التقطها قبل شهرين واحد من أقمار اصطناعية عدة تقوم DigitalGlobe بتشغيلها من الأرض في الفضاء، وتنشرها "العربية.نت" أدناه، أن التحديث شمل مجمّعين ضخمين يظهران ضمن إطارين حمراوين إلى اليمين، كمرآبين للمركبات والعربات. كما تم إكمال مبانٍ بنيت حديثاً في القاعدة التي لم يذكر تقرير "بي بي سي" شيئاً عن مساحتها، إلا أنها ضخمة وتبدو كأنها "واحة" لم تكتمل بعد في الصحراء.
وقبل شهرين، شمل التحديث المجمعين إلى اليمين، واكتمل المزيد من المباني الحديثة
وتخلو الصور أيضاً من أي مدرج يجري بناؤه، أو طريق معبّد لربط القاعدة بموقع آخر في المنطقة، باستثناء المخترق بامتداده وسطها حتى نهايتها عند مرائب المركبات والعربات. أما حماية القاعدة وما يجري فيها حالياً من بناء لم ينته بعد وتشييد وتحديث، فلا وجود لأي مؤشر يدل عليها الآن.