المصدر / وكالات
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس(أبو مازن) إنه "لا توجد خطة سلام جديدة ولا مبادرات جديدة"، مؤكداً "التمسك بتطبيق مبادرة السلام العربية بدون تعديل"، و"استمرار التنسيق مع الملك الأردني عبد الله الثاني، ومع كل من مصر والسعودية، في هذا الشأن".
وأكد الرئيس عباس، في حديث خاص لصحيفة "الغد" الأردنية في عمان، التي وصلها أمس للمشاركة في "قمة عمان"، اليوم الاربعاء، قادماً من جولة شملت عدداً من الدول، "الاستعداد لعقد اتفاق سلام وحل جميع قضايا الحل النهائي، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتنفيذ حل الدولتين".
وأضاف بأن "ما تقوم به إسرائيل من استيطان، ومصادرة أراض، قد أوصل الوضع لواقع الدولة الواحدة بنظامين، بمعنى نظام "الأبارتهايد".
وقال الرئيس عباس إن "القضية الفلسطينية تستند إلى مرجعيات وقرارات دولية معروفة للجميع، تهدف إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق استقلال دولة فلسطين على أرضها المحتلة منذ العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وشدد الرئيس عباس على "تلك الثوابت والمرجعيات ومبادرة السلام العربية، الصادرة منذ العام 2002 في بيروت، كما جاءت دون تعديل".
وحول القرارات المتوقعة من القمة العربية بخصوص القضية الفلسطينية؛ قال الرئيس عباس: "لقد ناقش وزراء الخارجية على مدى يومين مشاريع القرارات الخاصة بفلسطين، حيث تؤكد القمة العربية على مركزية القضية الفلسطينية".
وأضاف كما "تؤكد على تمسك الدول العربية بمبادرة السلام العربية، كما طرحت في العام 2002، وأن الشرط المسبق لتطبيقها هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق الشعب الفلسطيني لحريته واستقلاله، واعتبار القانون الإسرائيلي لضم القدس لاغياً وباطلاً، والدعوة لعدم إنشاء أي بعثات دولية فيها".
وأوضح قائلاً بأن القمة العربية تؤكد "أهمية تعزيز العمل مع دول الاتحاد الأوروبي، والتصدي لمحاولات إسرائيل الالتفاف على مكانة فلسطين، والتنديد بإحياء مناسبة مرور 100 عام على وعد بلفور، ومطالبة الحكومة البريطانية بالاعتراف بدولة فلسطين ورفض الدولة اليهودية، والترحيب برئاسة الأردن للجنة مبادرة السلام العربية، وأهمية متابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن 2334، (المتعلق بوقف الاستيطان والتزام سلطات الاحتلال بتنفيذه)، فضلاً عن متابعة حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".
وأضاف "هذا بالإضافة إلى دعم القدس وصمود أهلها وإدانة الاستيطان والمطالبة بإطلاق سراح الأسرى، كما ستصدر القمة تشديد دعم موازنة دولة فلسطين لسنة جديدة اعتباراً من 1/4/2017، ودعم صمود المسجد الأقصى المبارك والقدس، والإشادة بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني في رعاية المقدسات الدينية".
وقال: "بمعنى آخر، تم وضع كل العناصر ذات الاعتبار كما تم تبنيها بالكامل، وعليه حصلنا على كل ما نريد".
وحول لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب منتصف الشهر القادم؛ قال الرئيس عباس "لقد اتصل بنا الرئيس ترامب واستقبلنا مبعوثه للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، وقد دعانا الرئيس ترامب لزيارة البيت الأبيض في شهر نيسان (إبريل) القادم، حيث سنرسل وفداً فلسطينياً للتحضير لهذه الزيارة".
وأضاف: "لقد قلنا للرئيس ترامب بأننا ملتزمون بالتعاون معه من أجل السلام، ونحن على استعداد لعقد اتفاق سلام، وحل جميع قضايا الحل النهائي، وكما هو معلوم فإن موقفنا هو تطبيق حل الدولتين على حدود العام 1967، وقد مر 70 عاماً على تشرد الشعب الفلسطيني، و50 عاماً على الاحتلال منذ عام 1967، وأصبح من الضروري إنهاء الاحتلال لأرضنا وشعبنا، ونقول أن القدس الشرقية هي عاصمة دولة فلسطين، ونريدها أن تكون مفتوحة للعبادة لأتباع الديانات السماوية".
وأكد "استمرار التنسيق مع جلالة الملك عبد الله الثاني، ومع الرئيس (المصري) عبد الفتاح السيسي، والعاهل السعودي جلالة الملك سلمان بن عبد العزيز في هذا الشأن".
وحول مدى الالتزام الإسرائيلي "بحل الدولتين"؛ قال الرئيس عباس "نحن ملتزمون بحل الدولتين على حدود العام 1967، بحيث تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، إلا أن ما تقوم به إسرائيل من استيطان، ومصادرة أراض، قد أوصل الوضع لواقع الدولة الواحدة بنظامين، بمعنى نظام "الأبارتهايد".
وأشار الرئيس الفلسطيني إلى "تأييد جميع الجهود من أجل التوصل لحل نهائي للقضية الفلسطينية، بما في ذلك تأييدنا للجهود الأمريكية الأخيرة بمساندة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، والدول المعنية، ونؤكد على أن حل الدولتين هو الضمانة للأمن والاستقرار في منطقتنا، وبما ينهي الذرائع للمتطرفين ودعاة الإرهاب والعنف في منطقتنا والعالم".
وحول قيام بعض أحزاب المعارضة الإسرائيلية الرئيسية، مثل "هناك مستقبل" و"العمل"، ومنها ما هو مشارك في الائتلاف الحكومي القائم، وربما في الإئتلاف المقبل، بإسقاط "حل الدولتين" من أجندتها السياسية؛ قال الرئيس عباس "نحن لا نتأثر بالمتغيرات في مواقف الأحزاب الإسرائيلية، فهي في حالة تغير مستمرة، ومقتنعون أنها ستضغط للتعامل مع الواقع الجديد عندما تقرر إدارة ترامب المضي قدماً في العملية السياسية".
وحول موضوع المصالحة الفلسطينية واستحقاقات تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات العامة؛ قال الرئيس عباس "نعمل ليل نهار من أجل توحيد شعبنا وأرضنا، ونؤكد على أهمية إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، وقد وافقنا في الدوحة على إنشاء حكومة وحدة وطنية، والذهاب للانتخابات العامة بأسرع ما يمكن، ونحن بانتظار الرد من حماس على ما تم الاتفاق عليه مع سمو أمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني".
وأضاف "من ناحية أخرى، فإننا ننظم في شهر أيار (مايو) القادم انتخابات محلية، وهي مهمة جداً لمواصلة نظامنا الديمقراطي، وهي انتخابات تعقد بانتظام وبشكل دوري، ونأمل أن تشكل هذه الانتخابات المحلية محفزاً للجميع باتجاه تقبل فكرة الانتخابات العامة والرئاسية التي نسعى بكل إمكانياتنا لعقدها بأسرع ما يمكن".