المصدر / وكالات
قالت مارى لويس كيللى، محللة شئون الأمن والاستخبارات فى شبكة "ان بى ار" الإخبارية الأمريكية، إن العلاقات الوثيقة التى تربط الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب مع موسكو خلقت حالة من الارتباك فى دوائر وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سى آى ايه"، التى يرى بعض مسئوليها أنه من غير الآمن الكشف عن مصادر معلوماتهم للرئيس الأمريكى الجديد خشية وصولها بطريقة عفوية إلى الجانب الروسى خلال أي اتصالات رئاسية أو دبلوماسية، وهو ما يعرض عمليات الاستخبارات الأمريكية للخطر.
وأضافت كيللي: "من واجب المخابرات المركزية إمداد الرئيس ترامب بالمعلومات، كما أنه من الطبيعى جدا أن يسأل ترامب عن مصادر تلك المعلومات والتقارير وأساليب الوصول إليها، وفى هذه الحالة يجب على الاستخبارات المركزية أن تقدم ردودا على تساؤلات الرئيس.. ومن هنا تبدأ المشكلة".
واعتبرت أن هذا الشعور القلق لا يزال سائدا لدى عدد من قيادات الاستخبارات الأمريكية على الرغم من حالة التقارب التى خلقتها زيارة ترامب لهم بعد توليه مهام منصبه، واللقاء الذى أشاد فيه ترامب قبل أيام بأداء الاستخبارات الأمريكية، والذى بدا وكأنه مصالحة بين ترامب وجهاز مخابراته.
ونقلت كيللى عن ستيف هول ضابط عمليات "سى آى ايه" المتقاعد فى العام 2015 مخاوفه من إمكانية اطلاع الرئيس الروسى – وهو ضابط مخابرات سابق ذو حنكة – خلال أي لقاءات له مع الرئيس ترامب على معلومات حول قضايا معينة تعاملت معها الاستخبارات الأمريكية.
ويضيف هول - الذى أمضى ثلاثين عاما فى شعبة العمليات السرية فى أوروبا وأمريكا اللاتينية ووسط أوراسيا وكان مديرا لمكتب الاستخبارات الأمريكية فى موسكو منذ سنوات - أن بوتين يختلف عن رؤساء العالم الآخرين، وأنه بلا شك ستكون للرئيس الروسى بحكم سابق عمله فى الاستخبارات الروسية قدرة غير عادية على استخلاص ومعرفة مصادر معلومات الاستخبارات الأمريكية فى الداخل الروسى خلال أي محادثات عادية مع ترامب، ومن ثم كشف عملاء "سى آى ايه" بسهولة وهدوء قد لا تتوافر لأى رئيس آخر قد يلتقيه الرئيس الأمريكي.
وكان ستيف هول نشر مقالا مطولا فى صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الشهر الماضى نبه فيه إلى ما يواجهه عمل جهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية إذا حدث خلل فى الإفصاح بشأن المعلومات السرية ومصادرها ووسائل الحصول عليها، وهى منظومة إفصاح "يتعين أن يحسب ألف حساب لكل كلمة فيها" خشية انكشاف المصادر وضمان سرية وسائل الجمع والتحليل.
وبحسب ضابط الاستخبارات السابق، فإن ما ثار بشأن مساندة موسكو لحملة ترامب والجدل الذى ثار حول هذا الأمر فى نوفمبر من العام الماضى، أوجد مبررا كافيا للقلق من "وصول معلومات غير مطلوب وصولها إلى الجانب الروسى.. ولو بطريقة عفوية أو من خلال الدبلوماسية الرئاسية بين البلدين".