المصدر / وكالات
فتح القضاء الفرنسي تحقيقا أمس الاثنين بعد تسريب وثيقة مصنفة سرية حول خطة فرنسية لشن ضربات في سوريا عام 2013، حصل عليها صحفيان في سياق مقابلة أجرياها مع الرئيس فرانسوا هولاند.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصدر قضائي -لم تذكر اسمه- أن التحقيق فُتح في قضية تعريض الدفاع الوطني للخطر، بطلب رفعه النائب اليميني إريك سيوتي إلى القضاء.
وأفاد صحفيان من صحيفة "لوموند" في مقال نُشر في 24 أغسطس/آب عن مقابلة أجرياها مع هولاند في الثلاثين من أغسطس/آب 2013، أنهما حصلا على نسخة من وثيقة مصنفة "سرية" من الرئيس.
وكتب الصحفيان أن الوثيقة "التي وضعتها قيادة (هولاند) الخاصة في اليوم السابق، في 29 أغسطس/آب، تُفصِّل الجدول الزمني للغارة المزمعة، وإنها الدليل الإرشادي الحقيقي للتدخل الفرنسي".
وظهر المقال مرة أخرى في كتاب نشره الصحفيان كان يغطي الفترة من أبريل/نيسان 2012 وحتى يوليو/تموز 2016 وقابلا خلالها هولاند نحو ستين مرة.
وقال الصحفيان إنهما كانا في مكتبه بينما كانت ملفات ووثائق مصنفة بأنها "سرية" ملقاة على المكتب.
وورد في المقال، الذي حمل عنوان "اليوم الذي تخلى فيه أوباما عن هولاند"، أن فرنسا قررت عدم المشاركة في شن ضربات جوية بقيادة الولايات المتحدة في سوريا بعد ما لمسه من تردد الرئيس الأميركي في هذا الشأن.
وندد إريك سيوتي في نهاية أغسطس/آب بما قال إنه "تعريض فاضح وخطير للسرية اللازمة لأمننا ولسيادتنا"، وأكد في رسالته إلى النيابة العامة في باريس في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الحالي أنه وجه رسالتين إلى وزارة الدفاع دون أن يتلقى ردا عليها.
وبعثت النيابة العامة رسالة إلى وزارة الدفاع لطلب أجوبة حول سرية الوثيقة ومستوى الإساءة إلى الدفاع الوطني، بحسب ما أفاد به المصدر القضائي.
وكان وزير الدفاع جان إيف لودريان المقرب من هولاند قلل في مطلع الشهر الجاري من خطورة الوقائع، وقال إن المسألة تتعلق "بنشر صحيفة مسائية تقارير(...) حول أحداث تعود إلى ثلاث سنوات مضت، وعن عملية لم تحصل".
وبدا أن الولايات المتحدة وفرنسا كانتا تعتزمان في 2013 ضرب النظام السوري لاتهامه باستخدام السلاح الكيميائي في هجوم على ريف دمشق في 21 أغسطس/آب من تلك السنة، أدى إلى مقتل المئات.
غير أن أوباما تخلى في اللحظة الأخيرة عن خطة ضرب سوريا، وتم التوصل في ذلك الحين إلى اتفاق مع موسكو أتاح تدمير ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.