المصدر / وكالات
أفادت إدارة الدفاع المدني في حلب أن القصف على شرق المدينة خلف قرابة 300 قتيل، وأكثر من 950 جريحاً ومفقوداً، خلال الخمسة أيام الأخيرة من القتال.
وقالت مديرية صحة حلب ومنظمة الصحة العالمية، إن كل المستشفيات في شرق حلب المحاصر الخاضع لسيطرة مقاتلي المعارضة السورية أصبحت خارج الخدمة.
كما أعلنت مستشارة الأمن القومي الأميركي، سوزان رايس، في بيان قائلة: "تدين الولايات المتحدة بأشد العبارات هذه الهجمات المروعة ضد البنية التحتية الطبية وعمال الإغاثة الإنسانية".
وتنفذ ضربات جوية مكثفة في شرق حلب منذ يوم الثلاثاء، عندما استأنف جيش النظام السوري وحلفاؤه العمليات هناك بعد توقف لأسابيع، وشنوا عمليات برية ضد مواقع مقاتلي المعارضة على الخطوط الأمامية للمناطق المحاصرة الجمعة.
فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن طائرات حربية ومدفعية وطائرات هليكوبتر قصفت شرق حلب يوم السبت، وضربت العديد من الأحياء السكنية كثيفة السكان.
وجاء في بيان أرسله مسؤول من المعارضة لرويترز "هذا التدمير المتعمد للبنى التحتية الأساسية للحياة جعل الشعب الصامد والمحاصر بكل أطفاله وشيوخه ورجاله ونسائه بدون أي مرفق صحي يقدم لهم العلاج وفرص إنقاذ أرواحهم ويتركهم للموت".
كما صرّحت إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، أن مجموعة من وكالات الإغاثة تقودها الأمم المتحدة ومقرها تركيا "أكدت اليوم أن كل المستشفيات في شرق حلب خرجت من الخدمة".
وتقول مصادر طبية وسكان ومقاتلون من المعارضة في شرق حلب، إن المستشفيات تضررت في الأيام القليلة الماضية بفعل الضربات الجوية والبراميل المتفجرة التي تسقطها طائرات هليكوبتر بما في ذلك القصف المباشر للمباني.
وأضافت رايس "الولايات المتحدة تنضم مرة أخرى إلى شركائنا في المطالبة بوقف فوري لهذا القصف، وتدعو روسيا إلى احتواء العنف وتسهيل المساعدات الإنسانية و(سبل) وصولها للشعب السوري".
اشمئزاز بريطاني
فيما أعلن بوريس جونسون، وزير الخارجية البريطاني على تويتر، أن التقارير الواردة عن ضربات جوية على مدنيين ومستشفيات في شرق حلب "مثيرة للاشمئزاز"، ودعا إلى العودة إلى الدبلوماسية.
لكن يبدو أن الجهود الدبلوماسية ستظل متوقفة حتى تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب في آواخر يناير/كانون الثاني الذي انتقد سياسة واشنطن بشأن سوريا.
وقال مصدر دبلوماسي إن من المرجح أن يجتمع المبعوث الدولي الخاص بسوريا ستيفان دي ميستورا بوزير خارجية النظام السوري وليد المعلم في دمشق الأحد بعد محادثات جرت مؤخرا في تركيا وإيران.
كما أكد الدبلوماسي "ربما سيدفع من أجل وقف إطلاق النار في حلب، لكن على الصعيد السياسي لن يحدث شيء حتى يتولى (الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو) جوتيريش مهام منصبه.
كالعادة.. نفي روسي
من جهتهم، نفت روسيا وحكومة الأسد استهداف المستشفيات عن عمد وغيرها من معالم البنية التحتية المدنية. وكانت روسيا قد دعت في أواخر أكتوبر/تشرين الأول إلى وقف لإطلاق النار من جانب واحد، وقالت اليوم السبت إنها تضرب فقط في الوقت الراهن الجماعات التي لا تلتزم به.
فيما أكدت كل جماعات المعارضة في حلب أنها لا تعترف بوقف إطلاق النار الذي أعلنته موسكو.
وتحدثت منظمة أطباء بلا حدود في رسالة عن أكثر من 30 ضربة على مستشفيات في شرق حلب منذ مطلع يوليو/تموز. وأضافت المنظمة "عدد الأطباء قليل، والمستلزمات الطبية نفدت مع عدم وجود إمكانية لإرسال المزيد".
واستطاع عمال الصحة والإغاثة من قبل إعادة تشغيل مستشفيات خرجت عن الخدمة بفعل الضربات الجوية، لكن نقص الإمدادات يجعل هذا الأمر أكثر صعوبة.