المصدر / وكالات
قوبل انتخاب دونالد ترمب رئيسا للولايات المتحدة بصدمة وجزع بين بعض المسؤولين والدبلوماسيين في الأمم المتحدة في ظل الغموض المحيط بسياسته الخارجية وتواصله مع المنظمة الدولية.
ووصف ترمب وهو جمهوري الأمم المتحدة بأنها هيئة ضعيفة ولا تتمتع بالكفاءة وهدد بالانسحاب من اتفاق دولي لمكافحة تغير المناخ - وهو حجر زاوية في إنجازات الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الذي سيغادر منصبه بنهاية 2016 بعد أن خدم فترتين ولاية كل منهما خمس سنوات.
وقال ترمب خلال كلمة في مارس آذار أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية "الأمم المتحدة ليست صديقا للديمقراطية وليست صديقا للحرية وليست حتى صديقا للولايات المتحدة الأمريكية."
والولايات المتحدة هي عضو دائم يملك حق النقض في مجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة وأكبر مساهم مالي في الأمم المتحدة.
وتقول الأمم المتحدة إن واشنطن ملزمة الآن بدفع نحو 1.1 مليار دولار للمنظمة. ولطالما أبدى الجمهوريون استياءهم من دفع هذه الالتزامات متهمين الأمم المتحدة بالإهمال والانحياز.
وقال بان جي مون اليوم الأربعاء إنه يأمل أن تعزز إدارة دونالد ترمب "أواصر التعاون الدولي"
وقال بان بعد فوز ترمب "الناس في كل مكان يتطلعون إلى الولايات المتحدة لاستخدام قوتها الكبيرة للإسهام في الرقي بالإنسانية والعمل من أجل الصالح العام."
وعلى رأس جدول أعمال الأمم المتحدة الصراعات في سوريا واليمن وجنوب السودان والعراق ومناطق أخرى بالإضافة إلى أزمة اللاجئين والمهاجرين التي شهدت نزوح 65.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم العام الماضي وهو رقم قياسي.
وقال دبلوماسي كبير في مجلس الأمن الدولي طالبا عدم نشر اسمه إن سياسة ترمب الخارجية حتى الآن "ليست متماسكة" وإن انتصاره لا
يبشر بالخير فيما يتعلق بكفاءة المجلس في المستقبل.
وقال الدبلوماسي "الافتراض هو أن (إدارة ترمب) ستكون أقل تواصلا مع الأمم المتحدة من إدارة (الرئيس باراك) أوباما والتي كانت أكثر التزاما بالعمل للتوصل لحلول جماعية من إدارات أمريكية أخرى."
وتحدث عدد من دبلوماسيي الأمم المتحدة عن افتقار ترمب للوضوح بشأن سياسته الخارجية.
وقال السفير العراقي لدى الأمم المتحدة محمد علي الحكيم للصحفيين اليوم "لم نسمع في حقيقة الأمر أي مؤشر واضح عن توجهاته" مضيفا أنه يعتقد أن الأمم المتحدة ستظل مهمة.
وقال "إذا كان هناك أي تغير في السياسة فسنحدد في وقت لاحق ما الذي سنفعله حيال ذلك. الآخرون يقولون هذا أشبه بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لكن هذا ما اختاره الأمريكيون."
وعبر سفير اليمن لدى الأمم المتحدة خالد اليماني عن أمله في أن "يساهم الرئيس الجديد بشكل إيجابي في حل أزمات الشرق الأوسط". وأقر
بأن ترمب لم يحدد خطة للسياسة الخارجية يمكن أن يراها الناس.
وحذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد الحسين الشهر الماضي من أن العالم سيكون في خطر إذا انتخب ترمب رئيسا. وقال المتحدث باسمه إن الأمير زيد سيواصل التحدث بصوت مرتفع بشأن أي سياسات أو ممارسات لترمب تقوض أو تنتهك حقوق الإنسان.
ولخص دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه تأثير فوز ترمب على الأمم المتحدة بقوله "أعتقد أن التأثير سيستمر لفترة طويلة."