المصدر / وكالات
ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية ان الجنرال (احتياط) مناحيم مارون، رفض مساء امس، التشكيك "بالحكاية البطولية" للعقيد (احتياط) تسبيكا غرينغولد خلال حرب يوم الغفران (اكتوبر 1973). وجاء ذلك بعد عرض تقرير في اطار برنامج للقناة الثانية حول ما يسمى "قوة تسبيكا". وقال مارون لصحيفة "هآرتس" ان "حكاية قوة تسبيكا ليست اسطورة، وانما عمل بطولي نفذه غرينغولد ورفاقه في السلاح".
وقد ادعي في اطار برنامج "استوديو الجمعة" في القناة الثانية، ان رواية "قوة تسبيكا" التي تتمحور حول تصدي القوة بواسطة دبابة واحدة للقوات السورية في هضبة الجولان وتدمير عشرات الدبابات السورية ومنع تقدمها، تم اختراعها بأمر من قائد اللواء الذي خدم فيه غرينغولد، في سبيل خلق اسطورة قتالية لرفع معنويات الجنود الذين انتحبوا لموت رفاقهم.
وكان الجنرال مارون قد ترأس بعد الحرب لجنة منح اوسمة التقدير، والتي منحت غرينغولد وسام البطولة في 1975. وقال ميرون للصحيفة ان اعضاء اللجنة، ومن بينهم ضباط كبار ومخضرمين من وحدات مختلفة، كانوا يعرفون الأخطاء والمبالغة التي تميز حكايات المعارك، ولذلك حرصوا على التأكد من حكاية "قوة تسبيكا"، والافادات المتعلقة بها. ويشار الى ان ثمانية جنود فقط حصلوا في حينه على اوسمة التقدير لقاء دورهم في حرب الغفران، موقعة من قبل وزير الامن في حينه، شمعون بيرس.
وقد تحولت رواية "قوة تسبيكا" الى اسطورة على مر السنوات وتستخدم في تثقيف الجنود والضباط، وتعتبر احدى قصص البطولة الاكثر اقتباسا بشأن حرب الغفران. لكنه خلال البرنامج في القناة الثانية، تم الادعاء بأن العميد (احتياط) يئير نفشي، الذي كان قائدا في لواء 188، الذي خدم فيه غرينغولد، اختلق القصة بعد الحرب.
ووصف تقرير القناة الثانية كيف جند نفشي لهذه المهمة مراسل مجلة الجيش الاسرائيلي "بمحانيه" (في المعسكر) رنان شور، من اجل بناء اسطورة "قوة تسفيكا". ونشر شور التقرير الذي ادعى ان غرينغولد نجح بتدمير 60 دبابة في الحرب. وقال نفشي خلال التقرير: "هذا لم يكن صحيحا. لقد اخترعنا قصة قوة تسفيكا لأننا رغبنا بإعادة بناء اللواء بعد الحرب. كان يجب بناء اللواء من لا شيء. وكانت هناك حاجة الى قصة ما".
كما ظهر في التقرير العقيد (احتياط) امنون شارون، الذي حارب الى جانب غرينغولد ووقع في الأسر السوري، وقال انه عندما التقى بغرينغولد لم يسمع منه بتاتا عن القصة التي تحولت الى اسطورة. واوضح: "اقول بشكل قاطع، هذا لا يمكن ان يحدث بأي شكل من الاشكال. عندما انضم إلي لم يذكر انه كانت هناك دبابات سورية وانه وقعت معركة وحرب. لم يكن هناك أي ذكر حتى لدبابة واحدة (دمرها غرينغولد). وانا لا اتحدث عن 20، 30، 50".
وهاجم الجنرال مارون تصريحات نفشي وشارون، وقال انه في تبرير منح الوسام لغرينغولد لم تتم الإشارة بتاتا الى عدد الدبابات السورية التي تم تدميرها من قبل قوة تسفيكا.
الى جانب ذلك يستدل من فحص اجرته "هآرتس" ان غرينغولد امتنع طوال السنوات الماضية عن ذكر أي عدد للدبابات التي دمرها، واكد انه تم تضخيم العدد في وسائل الاعلام، وانه لا يعرف عدد الدبابات التي دمرها.
لكن المبررات لمنحه وسام البطولة تتحدث عن المعارك التي خاضها واصراره على الانتقال من دبابة الى اخرى، واصابته، ودوره الرئيسي في صد المدرعات السورية التي وصلت حتى مقر الكتيبة 36 في معسكر "نفح"، وعودته من المستشفى بعد علاجه الى ساحة القتال.
وحددت لجنة الاوسمة انه "في موقفه الراسخ، واظهار البطولة السامية، منع غرينغولد وصول السوريين الى نهر الأردن".