المصدر / وكالات
لم يستبعد المحلل العسكري لصحيفة 'هآرتس'، عاموس هرئيل، أن تجر الفصائل السلفية الصغيرة في قطاع غزة كلا من إسرائيل وحركة حماس إلى جولة قتالية جديدة، وفي الوقت نفسه أشار إلى أن جاهزية هذه الفصائل السلفية لإطلاق النار مجددا رغم تصعيد الرد الإسرائيلي يضع علامات استفهام حول مدى فعالية السياسة الإسرائيلية في قطاع غزة.
ولفت في سياق مقالة له، نشرت اليوم الخميس، إلى أن تنظيما سلفيا يطلق على نفسه 'أحفاد الصحابة - أكناف بيت المقدس' قد أعلن مسؤوليته عن إطلاق الصاروخ، يوم أمس، باتجاه 'سديروت'. كما لفت إلى أن التنظيم قد كتب في بيان له أن إطلاق الصاروخ يأتي احتجاجا على اعتقال حركة حماس لخمسة من عناصر التنظيم في قطاع غزة في الأسبوع الأخير.
ومثلما حصل قبل أكثر من شهر، فإن الرد الإسرائيلي على إطلاق النار باتجاه 'سديروت' كان عنيفا أكثر مما كان متبعا في السابق. ووجه الخطاب الرسمي الإسرائيلي إصبع الاتهام لحركة حماس، وتم توجيه الغارات الجوية باتجاه أهداف عسكرية تابعة للحركة، رغم أن بيان الجيش الإسرائيلي لم يذكر ما هي طبيعة هذه الأهداف.
وبحسب هرئيل، ففي المرة السابقة، فإن ما دفع إسرائيل إلى الرد بعنف نسبي على إطلاق صاروخ، حيث تم استهداف مواقع كثيرة في نفس الوقت، هو توافر مصلحتين: الأولى حاجة وزير الأمن الجديد، أفيغدور ليبرمان، لإظهار الحزم أمام حماس، والثاني استغلال فرصة عملياتية سنحت للجيش الإسرائيلي.
ويضيف أن حماس هددت في حينه برد قوي، ولكنها لم تنفذ تهديدها. أما اليوم، فيبدو أن الأمور لن تتغير، رغم توفر احتمال التغيير. ويقول إن حماس قادرة على ضبط النفس طالما لم يسقط قتلى فلسطينيون، وذلك بهدف التماشي مع مصلحة الشارع الفلسطيني في غزة، وهي الحفاظ على الهدوء على الحدود.
ويتابع هرئيل أن جاهزية التنظيمات السلفية للعودة لإطلاق النار، رغم تصعيد الرد الإسرائيلي، تضع علامات استفهام كبيرة حول مدى جدوى السياسة الإسرائيلية في القطاع، من جهة التنظيمات السلفية وإعفائها من المسؤولية، واعتبار أن حماس هي المسؤولة عن الحفاظ على الهدوء.
وأشار المحلل العسكري إلى أنها ليست المرة الأولى التي يتمكن فيها تنظيم سلفي من إطلاق صاروخ إلى وسط منطقة مأهولة في 'سديروت'. وللمقارنة، فإن حركة الجهاد الإسلامي احتاجت سنوات لتطوير مستوى دقة الصواريخ. ورغم أن الجيش الإسرائيلي قد نشر بطاريات اعتراض الصواريخ 'القبة الحديدية' قرب 'سديروت'، إلا أنها تعمل في بعض الأحيان فقط لدى إطلاق النار من غزة، ما يشير إلى صعوبة مواجهة إطلاق النار من مسافة قصيرة، بحسب هرئيل.
ويخلص الكاتب إلى أن فصائل صغيرة هامشية تتمكن من فرض قواعد اللعبة حاليا في قطاع غزة للقوتين المركزيتين: إسرائيل وحماس، حيث أنه بإمكان هذه الفصائل تفجير صاعق، والذي قد يؤدي إلى دهورة الوضع إلى مواجهات عسكرية أخرى، علما أن قطاع غزة بات ساحة قتال ثانوية في الساحة الفلسطينية التي باتت بدورها ساحة ثانوية مقارنة بأبعاد القتال الدائر في سورية وفي دول أخرى في الشرق الأوسط، ولكن هذا الوضع قد يتغير بشكل حاد وبسرعة كبيرة نتيجة لإطلاق صاروخ واحد يؤدي إلى وقوع إصابات.