المصدر / وكالات
يعتبر الغناء الشعبي جزءاً من ذاكرة أي أمة، ومن أهم مطربات الغناء الشعبي في مصر والوطن العربي، المطربة ليلى نظمي التي حققت شهرة كبيرة، ومبيعات لم يحققها مطربو ومطربات جيلها، كما أنها الوحيدة في مصر التي قدمت كل أشكال الغناء ونجحت في جميعيها، لكنها قررت الاعتزال فجأة وفي أوج مجدها، بعد أن قدمت عدداً من الأغاني الخالدة مثل "ماخدش العجوز أنا"، و"أما نعيمة"، و"ادلع يا رشيدي"، و"العتبة قزاز"، و"حماتي يا نينه"، و"عيب يا مديحة".
كما قدمت ليلى نظمي عدداً كبيراً من الأفلام التي لاقت نجاحاً كبيراً مثل آنسات وسيدات (1974)، ومذكرات الآنسة منال (1971) ويوم واحد عسل (1969)، 24 التقاها، وحصل على أول حوار صحافي معها منذ اعتزالها الفن في تسعينات القرن الماضي .
ـ كيف كانت البداية، كيف دخلت ليلى نظمي مجال الغناء؟
ـ البداية كانت من خلال الدراسة، كنت تلميذة في المعهد العالي للموسيقى العربية، ثم اختارني أستاذ هارموني في المعهد اسمه شعبان أبو سعد للغناء في الفرقة القومية للموسيقى الشعبية، فنجحت الأغاني التي قدمتها جداً، وبدأت شركة صوت القاهرة تقدم لي أسطوانات وتنتج الأغاني، ثم ضمني الإعلامي جلال معوض ضمني للمشاركة في حفلات أضواء المدينة، كما كانت الإعلامية سامية صادق تذيع الأغاني التي أقدمها في برنامجها الشهير "ما يطلبه المستمعون" في الإذاعة المصرية، وهو ما ساهم في أن عرفني الجمهور المصري سريعاً.
ـ لماذ اتجهتِ تقديم أغاني الأطفال إذن؟
ـ فكرت في الاتجاه لتقديم أغاني الأطفال بسبب ابنتي الكبرى هبة، وكانت وقتها في سنة أولى حضانة، كما لم أجد وقتها اهتماماً بالأطفال، فضلاً عن أن الأغاني الموجهة للأطفال ليست على المستوى المطلوب.
ـ ماهي أول أغنية قدمتيها للأطفال؟
ـ البداية كانت مع أوبريت "سنة أولى أول"، اتصلت بالشاعر عبد السلام أمين وطلبت منه أغنية تعليمية للأطفال، وتكون في حديقة الحيوان ليتعرف الأطفال الذين لم يذهبوا للحديقة على الحيوانات، وباقي الأغنية كانت في الفصل المدرسي، وتختتم بغناء الأطفال للنشيد الوطني، وبهذا خرج أوبريت "سنة أولى أول" إلى النور وقام بإخراجه المخرج العبقري فهمي عبد الحميد رحمه الله، للأسف هذا الأوبريت لا يتم عرضه منذ فترة كبيرة على التليفزيون المصري، رغم أنه يعتبر من أفضل أوبريتات للأطفال، لأنه مسلٍ وممتع وشيق، كما أنه تعليمي وغير مباشر.
ـ ماذا عن بقية أغاني الأطفال التي قدمتيها بعد ذلك؟
ـ بعد أوبريت "سنة أولى أول" قدمت أغنية "جدتي ياجدتي"، كنت أحكي للأطفال فيها حدوتة "ذات الرداء الأحمر" وألا يذهبوا لأي مكان إلا بعد أن يخبروا والدتهم، ثم قدمت أوبريتاً آخر، لكنه لم يصور، كان عن رحلة لبلاد العالم وكنا نحضر لأن يخرجه الراحل فهمي عبد الحميد أيضاً، لكنه توفي قبل إخراجه ثم اعتزلت أنا الفن بعد ذلك.
ماهي أهم الأغاني الشعبية التي قمت بغنائها في رأيك، وتعتزين بها؟
ـ الأغاني التي قدمتها ونجحت نجاحاً كبيراً كثيرة، وأتذكر منها أغاني "ما أخدش العجوز"، و"ماشربش الشاي"، ز"ادلع ياعريس"، و"أمّا نعيمة" و"خليه يتجوز يابهية" للشاعر الراحل عبد الرحمن الأبنودي.
ـ ماذا عن تجربة الأغاني العاطفية ؟
ـ قمت بغناء مجموعة من الأغاني العاطفية، لكنها لم تستهوني كثيراً، فالغناء الشعبي كان الأساس بالنسبة لي، والغناء للأطفال كان المتعة الأكبر، لكن الأغاني العاطفية التي قدمتها حققت نجاحاَ أيضاً وقتها، وأتذكر منها أغاني "عجايب الدنيا سبعة، وأنت تامن عجيبة" و"أنا عمري ماحبيت حد" كلمات عبد الوهاب محمد وألحان حلمي بكر، وقمت بغنائها في آخر حفلة قدمتها مع أغنية "عشريين" في التسعينيات.
ـ بعد تقديمك جميع أشكال الغناء، ماهو أقرب لون غنائي إلى قلبك؟
ـ كل الأغاني عزيزة على قلبي، لكن في فترة معينة لقبوني بـ "مطربة الجبهة" وكان هذا سنة 1973 قبيل حرب أكتوبر المجيدة، لأني غنيت الكثير من الأغاني عن الجبهة، كما غنيت للجنود والضباط، ومن هذه الأغاني "بحري يا بحري" لضباط البحرية، و"طيارة فوق للطيارين"، و"يابرتقاني ياسكري أنا حبيبي عسكري"، وهذه الفترة كانت أهم فترة في حياتي كلها، وكنت سعيدة بهذه الأغاني لأنها كانت كالوقود للعساكر والضباط على الجبهة، وكانت الأمل في النصر لباقي الشعب، وفي سنة 1972 قدمنا حفلات على الجبهة لرفع الروح المعنوية للجنود، وكان معي عفاف راضي ونجاة الصغيرة ومحمد حمام ومحمد رشدي، وكانت هذه أفضل حفلات قدمتها في حياتي.
ـ كيف كانت تجربتك مع التمثيل ؟
ـ قمت بالتمثيل في 4 أفلام سينمائية، وهي "مذكرات الأنسة منال" مع نيللي، "يوم واحد عسل" مع نيللي أيضاً، و"آ،سات وسيدات" مع سهير رمزي، وفيلم تليفزيوني هو "الأستاذ والتلميذة" وكان بطولة مطلقة إخراج يحيى العلمي مع محسن سرحان وصلاح قابيل، لكني لم استمر في التمثيل لأني كنت أحب الغناء أكثر.
ـ لماذا اعتزلت الغناء إذن؟
ـ في وقت ما، شعرت أن الجمهور لم يصبح كما كان، فالشباب لم يعد كما كان على أيامنا يجلس للاستماع بالغناء، لكنه أصبح يقوم بالتنطيط، ورأيت المطربين يغنون على المسرح بالجينز، كما يقومون بالرقص أثناء الغناء، فشعرت بغربة مع هذا الشكل من الغناء وهذا الجيل الجديد، فقررت الاعتزال والابتعاد عن الوسط الفني نهائياً، واتخذت قراراً بعدم الظهور، وتفرغت لأولادي وأحفادي وللعبادة.
ـ كيف ترين وضع الغناء في مصر حالياً؟
ـ هناك العديد من المطربات على الساحة الفنية الآن يقدمن فناً راقيا، مثل أمال ماهر وغادة رجب وأنغام، وهناك من المطربين هاني شاكر مازال محتفظاً بكيانه، هناك أصوات جميلة جدا لكن أنا ضد التنطيط والرقص على المسرح.
ـ ماهي رسالتك الأخيرة في هذا الحوار؟
ـ رسالتي الأخيرة للجمهور، لأنه صاحب أي نجاح وصلت إليه، كما كان هذا الجمهور الداعم الأول لي ومن ووقف إلى جواري على مدار مشواري الفني، أتوجه لهذا الجمهور بالأسف بسبب انسحابي من الوسط الفني، لكن متأكدة أنه لم يكن ليتقبلني بطريقة غناء الجيل الجديد.